الأحد، مارس 25، 2007

التعديلات الدستورية

غدا تتم الجريمة ، و يصبح من الدستور أن يقتحم زبانية الشرطة بيوت المصريين ، كما يحلو لهم ، و سيصبح لهم أن يتجسسوا على الرسائل ، و على التيلفونات ، و على كل ما يطلق عليه أمور شخصية ، بلا رابط أو ضابط ، و لا وسيلة لاسترجاع الحق ، أو لرد الاعتبار ، فإن كل هذا سيكون من الدستور ، سيكون ممنوعا على أي كان ان يحتفظ بورقة لا يحب نظام الحكم ما فيها ، فلو أن في بيتك ورقة ما تقول إن مبارك حاكم غير جيد فأنت تعادي النظام ، و تعرض الأمن العام للخطر بهذه الفكرة ، و أنت بذلك معرض للقبض عليك و اقتحام بيتك

لن يجوز لطلاب الجامعة ان يرفضوا أي شيئ ، أو أن يحتجوا على ما أمر من الأمور ، في الحقيقة لن يحق لأي مصري أن يعترض على أي شيئ أو أن يرفض أي شيئ ، لأن الدستور الجديد يسمح للشرطة أن تقبض على كل من يعلن أنه لا يوافق أو أنه لا يرضى عما يفعله النظام الحاكم ، سيصير كل هذا بالدستور ... و هي مرحلة متقدمة جدا ، فلقد كنا نسمع مثلا أن اللصوص يتباهون أن ما يفعلونه يكون بالقانون ، الآن وصل الأمر إلى يكون الافتراء بالدستور الذي هو أبو القوانين

يحار المرء في فهم هؤلاء الناس الذين في قمة السلطة ، فهم يبدون محترمين ، و ذوي خبرة و كياسة ، ثم تجدهم يفعلون هذه الأفاعيل في البلد الذي يحكمونه ، هل هم لا يرون او لا يفهمون ، أم أنهم يعرفون ما يفعلون إلا أنهم لا يبالون بالعواقب ، طالما أنهم فوق القوانين و الدساتير ...

إنني أعجز عن الكلام ، و و أعجز عن تصور مصر في السنين القادمة ، كل العالم يتجه نحو الانفتاح ، و حكام مصر يقنون الاستبداد ، بل و يدسترونه ، ماذا يريدون أكثر مما حصلوا عليه ؟ هل سيزدادون مالا أم سيزدادون أي شيئ على الإطلاق ؟ ...


أعجز أيضا عن فهم هذا المدى من السلبية التي نحن فيها ، لماذا لا نثور ، و نرفض بقوة ، و نقاوم هؤلاء المجرمين على قمة السلطة ، لماذا لا يحدث شيئ كبير في مصر ؟ ... أين منا ثورة 1919 أو حتى انتفاضة 1977 ... في 1919 كان هناك قادة و كان هناك مناخ صحي ربما كان هناك احتلال ، و فساد في السلطة ، و لكن أولئك الفاسدين وقتها ، كانت لديهم بعض القيم الإنسانية ، أو أن المصريين كانوا أقوى مما هم الآن ، أو هم القادة الذي كانوا هناك وقتها ، كانوا هم الذين يحركون الجماهير الحركة الصحيحة ، بينما الذي يفترض أن يكونوا القادة حاليا ، هم أسوأ من فينا


في 1977 كان السادت في الحكم ، و السادات كان رجلا قويا ، لا يخاف ، و لذلك كان للناس صوت في عهده ، و لا أنسى ذلك الطالب الذي وقف يجادله علانية على شاشة التليفزيون ، ثم لا يحدث أن يختفي هذا الطالب من بعدها ، بل إنه واصل حتى صار نائب مرشد الإخوان المسلمين ، عبد المنعم أبو الفتوح ، أتصور الآن حسني مبارك في مكان السادات ، فهل كان أبو الفتوح سيخرج على قدميه بعد ذلك الحوار ، بل هل كان سيسمح له أحد أن يتحدث على الإطلاق؟ ...


إن حسني مبارك رئيس يسير إلى الوراء ، إن مصر ترجع إلى الماضي ، بكل المعاني ، فهي تفقد قوتها ، و قدرتها على التأثير ، و ريادتها ، و تفقد الحرية ، و الاحترام ، بل و يفقد أهلها الحياة الكريمة بأدني مستوياتها ... ما هذا الذي يجري؟ و كيف سيكون حالنا بعد عشر سنوات من الآن ... إنني أتصور أن القصة الشهير لجورج أورويل 1984 تتحقق في مصر ، و سوف نرى منع الكلام ، و المحاسبة على الفكرة التي تخطر في البال ، و سنرة الأكل و الشرب يوزع بالقطارة على العبيد في كل أنحاء مصر ، و سنجد كاميرات المراقبة تراقب كل مصري في غدوه و روحه ، بحجة الحماية من الإرهاب ... لن يكون هناك قضاء ، و لا عدل ، لأن الدستور الجديد يجعل الشرطي يفعل ما يريد ، بلا إذن من قاضي أو إذن من نيابة ، و طالما كان ذلك بالدستور ، فلا يحق لأحد ان يشكو أو يتظلم ، و بالتالي لن يكون هناك خلاص و لن يكون هناك عدل و لا أمل في أي شيئ ॥

من سيدخل الجنة

 جاء في التليفزيون المصري، في رمضان الحالي، أن المفتي السابق علي جمعة، يحدث الأطفال، فسألته طفلة، لماذا المسلمون فقط سيدخلون الجنة، وهناك أد...