الاثنين، فبراير 04، 2013

من أجل أن يكون الرئيس رئيسًا


 من أجل أن يكون الرئيس رئيسًا
نشر في صحيفة المصريون القاهرية في 4 فبراير 2013 و على الموقع التالي


بعض المصريين يحرق مصر، إجرام و تخريب خرج عن حدود العمل السياسي و اختلاف الرؤى و المعارضة، في مواجهة رئيس غير قادر على فرض مهابة المنصب على الناس، فترك مصر بغير كبير تلتف حوله، وقد يكون المشهد مختلفا من حيث يراه هو، إلا أن هناك أمورا يصعب الاختلاف بشأنها، أولها تطبيق القانون بقوة و حزم على من يقتل أو يحرق أو يسرق، أو يقطع الطريق، و هم أشكالهم معروفة بل وبعض أسماءهم وأماكنهم محددة، ثم لماذا لا يوضح الرئيس الصورة للجميع، فيعلن بالأسماء والأحداث ما يجري، فيضع كل شخص في أي تيار سياسي مكشوفا أمام الناس، فيحاسبهم الناس، وللناس قدرة أكثر على الحساب

إن الذي يجري هو العكس تقريبا، فأولئك المخربون وأولئك السادة المعارضون، الداعمون للتخريب بالسلب وبالإيجاب – قادرون على حصار الرئيس ووضعه في مواجهة الشعب، والرئيس لا يرد ولا يوضح ولا يفسر، لا هو يفسر عمله و عمل حكومته، ولا هو يفسر ما يجري في مصر من تخريب، ومهما يكن من يقومون بالتخريب ومن يوفرون لهم الظرف و المناخ والغطاء السياسي، مهما كانوا واضحين مفضوحين، فهذا شيئ، وكون الرئيس مسئولا عن حفظ الأمن واستقرار البلاد شيئ آخر، لا يمكن تجاوزه

لا يستطيع الرئيس أن يقول إنه يحاول من غير أن يوضح ما يحاوله، ولا أن يتهم أحدا بالتخريب ثم لا يتخذ الإجراء المناسب، إنه لا يستطيع ألا يفعل، ينتظر الناس جميعا منه الفعل المؤثر المؤدي إلى نتيجة، وبغير ذلك تكون حجة المخربين أقوى، وأي شيئ يقولونه مؤثرا حتى الكذب والتدليس، ولا يستطيع المصريون احتمال المزيد من ضنك العيش، إلا أن يكون هناك أمل ملموس، وفي مثل هذه الأوضاع يكون التمرد ورفض السلطة القائمة هو رد الفعل، الذي يسهل تبريره و تسويقه

ويستطيع الرئيس أن يهزم أعداءه إن هو عرض بالتفصيل كل أعماله خلال الشهور السبعة الماضية، فليعرض ما تم، وما بدأ، ومالم يبدأ، وما هو مخطط، بالأرقام والتفصيلات لا العناوين والتمنيات، وليفسر كل الأعمال والأهداف ومستويات الأداء وأسباب القرارات، فإن يفعل فإنه أولا يرد على مطلب انتشر بقوة بين المصريين مؤخرا، وإن لم يفعل الرئيس ذلك، فإنه يفقد ثقة الناس، ويدعم بشكل مباشر التمرد الحادث عليه ويوفر بنفسه المناخ المواتي لمن يوفرون الغطاء السياسي للمخربين بأنواعهم

و هؤلاء ليسوا سياسيين و معارضين، ولكن انتهازيون وفتانون، فالسياسي حقا يعلن بوضوح براءته من العنف وممن يمارسونه، بينما سياسيونا: السادة رموز المعارضة ودعاة إنقاذ مصر بزعمهم، ورؤساء الأحزاب وزعماء التيارات والمنظمات، يتصيدون في الماء العكر، وكلما زاد إجرام المخربين تجدهم يجتمعون ويتزاحمون للتصوير، ليطالبوا و ينذروا وهددوا ويتوعدوا، ولو أخلصوا النية من أجل مصر لامتنعوا عن أي عمل يسمح للمخرب بنشاطه، فلا تظاهر ولا اعتصام ولا احتجاج طالما سمح للمخربين بالحرق والتخريب و القتل، بل ولحاربوا المخربين بأنفسهم، ولوقفوا بجانب الرئيس الشرعي ضد من يحرق مصر، حتى تتوقف الحرائق ثم يحاربونه كما شاءوا بعدها، ولكنهم اختاروا جانب من يحرق في مصر، ربما متصورين أنهم يستغلونه، وهم في الحقيقة مطيته المركوبة

من سيدخل الجنة

 جاء في التليفزيون المصري، في رمضان الحالي، أن المفتي السابق علي جمعة، يحدث الأطفال، فسألته طفلة، لماذا المسلمون فقط سيدخلون الجنة، وهناك أد...