الاثنين، مايو 28، 2012

رؤية في نتيجة الانتخابات الرئاسية


http://www.almesryoon.com/permalink/10056.html

يمكن استخلاص بعض الأمور من نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، أول هذه الأمور يعود بنا إلى استفتاء التعديلات الدستورية، فلا يجب رد التصويت بنعم في ذلك الاستفتاء إلى استخدام الدعاية الدينية كما روج الإعلام، فقد كان الذين وافقوا على التعديلات يبررون ذلك بالرغبة الملحة في الوصول إلى أي بر و تحقيق الاستقرار في مصر، و الآن تأتي النسبة الكبيرة التي حصل عليها أحمد شفيق و عمرو موسى لتقول لنا إن فكرة الاستقرار أيضا كانت العامل المؤثر في اختيار كثير ممن اختاروا أيا منهما، فجزء ممن أرادوا الاستقرار في الموافقة على التعديلات كانوا يبحثون عنه عند موسى أو شفيق، و كنت ألحظ أن كثيرا من موظفي المصالح الحكومية وكما قال البعض موظفي المحليات، وكثيرا من أصحاب الأعمال الصغيرة من بقالة وخردوات ومحلات حلاقة وبيع أحهزة كهربية، بل وبعض السواقين، وأمثال هؤلاء، كانوا مؤيدين لأحمد شفيق و عمرو موسى، ويضاف إليهم بعض كبار السن وأصحاب المعاشات وكثير من المزارعين في محافظات الدلتا، بالإضافة إلى كثير من أبناء الطبقات الراقية ذات الوفرة التي ترغب في استمرارية مستوى معيشتها.

لقد دفع أكثر هؤلاء حرصهم على أعمالهم الصغيرة (ولا نذكر رجال الأعمال الكبار الذي دعموا شفيق صراحة) وعلى وظائفهم، و قوت أولادهم، ومستويات معيشتهم كما هي و أرادوا الاستقرار كما تصوروه بغض النظر عن مقتضياته أو كونه يعود بنا إلى الماضي، ولم يعودوا مستعدين للاستمرار في المغامرة بعد العام والنصف المنقضيين، وبالتأكيد فجزء كبير من ذلك نتج عن الأزمات المعيشية وحالة الانفلات الأمني، والكوارث التي صاحبت كثيرا من المظاهرات، والتي نكاد نجمع على أنها مفتعلة و متعمدة لتشويه الثورة و المستقبل الذي تعد به.

لقد استطاعت السياسات المعادية للثورة أن توجه رغبة المصريين الأصيلة في الاستقرار، إلى الاتجاه الخاطئ، و وجود هذه الرغبة منبعه طبيعة المصريين المسالمة لظروف البيئة النهرية والتي كذلك استساغت الاستسلام لطغيان الحكام منذ المماليك، ويقويه حب المصري لولده ولبلده إلى الحد الذي قد يرضى فيه بالظلم من أجل ضمان حياة أولاده ومن أجل ضمان سلامة هذا البلد الذي يعيش فيه مهما كانت هيئة هذه الحياة، و مشهد المصري المبتسم في أسوأ الظروف الراضي بأدنى حياة هي صورة يتغنى بها الإعلام أحيانا، بل نضحك منها جميعا عندما نقول إن المصريين تظاهروا أمام كمين الأمن مطالبين أن يكون "ضرب القفا" بمعدل أسرع حتى لا يتأخروا على أعمالهم، و كم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا.

لم تفلح أي حركة ثورية في استغلال طاقة الحب هذه وتوجيهها لاستنهاض عزائم الناس المحبين لأولادهم الحب كله و لمصر حبا غير مسبوق، في حين تمكنت الثورة المضادة من الاستفادة منها ضد الثورة والثوريين.

أمر ثان نراه في النتائج وهو انقسام التيارات الثورية على أنفسها ورغبة كل منها في تولي القيادة، ليس لأنه الأصلح ولكن لأن الآخرين لا يصلحون، وهذا في حد ذاته انهزام، ولا يمكن أن يجد بين المصريين البسطاء أي دعم، بل إن المناظرة بين موسى و أبو الفتوح قد أفقدتهما كثيرا من التأييد عندما دخل فيها التجريح الشخصي، و التنافس غير الطيب الذي لا يحبه المصريون بالطبيعة، ولذلك ينجح أعداء الثورة في اجتذاب الكثيرين بإثارة حب الاستقرار و السلامة في نفوسهم.

وأمر ثالث، هو أن النسبة الأعلى التي حصل عليها شفيق وليس عمرو موسى - باعتبار عمرو موسى أبعد عن النظام السابق نسبيا - تقول لنا بوضوح إن كثيرا من المصريين قد صاروا لا يرغبون فقط في الاستقرار بعيدا عما جرته عليهم تلك الثورة !!!! إنما هم يرغبون في ذلك النوع من الاستقرار الذي كان يفرضه النظام السابق بالتحديد، ويوضح هذا إلى أي مدى نجحت القوى المضادة للثورة في التلاعب بحب المصريين لاستقرار بلدهم و خوفهم على عيالهم و خوفهم من بطش السلطة، و إلى أي مدى أيضا وصل الثوريون في تنافسهم و تقاتلهم فيما بينهم إلى الإساءة للثورة و يكادون يفشلونها إن لم يضعوا الاتفاق من أجل مصر هدفا، بدلا من حساب المكسب و الخسارة.

د. مجدي هلال

من سيدخل الجنة

 جاء في التليفزيون المصري، في رمضان الحالي، أن المفتي السابق علي جمعة، يحدث الأطفال، فسألته طفلة، لماذا المسلمون فقط سيدخلون الجنة، وهناك أد...