الأحد، أبريل 17، 2022

الهجمة على دين الإسلام

 يحاول البعض ترويج تفسير لآية سورة النساء 34 "الرجال قوامون على النساء" ، بالقول إن لفظ "قوامون" يعني أن الرجال يقومون على خدمة النساء، بل و أن القوامة هي المبالغة في الخدمة، و هو تفسير من الهوى، لا يصح، فإن الآية توحي بمعنى السلطة و ليس الخدمة و الرعاية فقط لإرضائهن ، توجد الرعاية و لكنها الناشئة عن السلطة، فالمسلَّط راع، و الدليل الواضح هو وجود التوجيه بكيفية العقاب في آخر الآية، و لا يعاقب إلا صاحب السلطة، و تكون العلاقة الزوجية على هذا قائمة على كون السلطة و الرعاية للرجل، و وجوب الطاعة من الزوجة، و هو الترتيب الفطري لمنظومة الأسرة، و كل منظومة لابد لها من قائد، و يجرى ذلك في إطار قول الله تعالى في سورة البقرة 237 "ولا تنسوا الفضل بينكمفهذه الآية كذلك نزلت في أمور العلاقة الزوجية، بل إنها جاءت في إطار الحديث عن الخلاف و الاقتراب من الطلاق، فإذا مر الله بالتعامل في الفضل في تلك الظروف، فإن الفضل في التعامل خلال علاقة الزواج المستقرة أولى، و هو ما لا يمكن أن يعني أبدا ما يعمل البعض على ترويجه من إن قيادة الرجل هي سيطرة و تحكم، و تبعية المرأة إذعان و قهر.



ولكن المشكلة تبقى قائمة، حتى لو تم توضيح معاني الآيات، فلقد تشوهت قلوب الناس، وراح منها الفضل، فالمرأة تتأبى أن تقبل مجرد فكرة أن للرجل عليها سلطة في البيت، بينما تقبل سلطة أي رجل آخر في العمل مثلا، والرجل بحكم طبيعة تركيب البيوت وما فيها من مسئولية يمارس السلطة، فيقع الشقاق في البيوت ولا ينصلح.

 ومجرد أن يبدأ الكلام عن حقي وحقك، فإنه يصعب العودة من جديد لاتباع الفطرة السوية، والتعامل بالفضل والمودة، خصوصا ووسائل الإعلام تسعى طوال الوقت لإفساد العقول بهذه الأفكار التي يسمونها "النسوية"، والتي تغص بها المسلسلات التليفزيونية، و الأفلام، و للأسف أن بعض رجل الدين من منطلق استرضاء النساء فإنه يميع تفسير بعض المعاني، و كأنما هناك تحرج من فطرتنا التي فطرنا الله عليها.

هناك حكاية ذات مغزى واضح تقول إن أم أربعة وأربعين كانت ترقص بمهارة أثارت إعجاب جميع سكان الغابة، فكانوا يتجمعون حولها لمشاهدة حركاتها باستمتاع كبير، فيجزلون لها التحية والتصفيق وأشكال الإعجاب، إلا السلحفاة فلم يرقها ذلك، واشتدت بها الغيرة، من أن تكون أم أربعة وأربعين مثار الإعجاب هكذا، وأرادت منعها من الرقص، لكنها لا يمكنها الادعاء بأنها ترقص أفضل، و لا أن تدفع الحيوانات بعيدا عن مشاهدة أم أربعة و أربعين، كما أنها لا يمكنها التعبير عن أنها لا تحب رقصها خشية أن تتعرض للسخرية، فاحتالت.

 وكانت حيلتها أن أرسلت رسالة إلى أم أربعة وأربعين تعبر فيها عن إعجابها الشديد، بمهاراتها، ثم سألتها سؤالا واحدا، سألتها كيف تبدأ الرقص، هل تبدأ برفع الرجل اليسرى رقم كذا أم اليمنى رقم كذا، أم اثنتين معا أم ماذا تصنع بالتحديد؟ ثم وجهت لها التحية ومزيد الإعجاب.

فلما قرأت أم أربعة وأربعين الرسالة بدأت تفكر، فسألت نفسها نفس السؤال، عن كيفية ترتيب حركاتها عندما تبدأ، وبسبب ذلك التفكير، فإنها لم تعد قادرة على الرقص من جديد بمهارة أو سهولة، و لا حتى استمتاع، و السبب أن الوعي في صورة التفكير الزائد في الذات، قد قيد خيالها و منعها من الانطلاق الحر في أحاسيسها و الاستمتاع، و شرخ انسجامها مع نفسها.

 فكذا يحدث في البيوت، ما أن يبدأ الكلام عن الحقوق، و عن السلطة، و المسئولية، و من يؤدب من و من يطيع أو لا يطيع، و عن كياني و كيانك و شخصيتي و شخصيتك .. و ذاتي و ذاتك .. ما أن يبدأ ذلك حتى يفقد الزوجان أحاسيسهما الفطرية الجميلة، التي تجعلها يتعلقان ببعضهما، وما أن تنشرخ البيوت، فإنه لا صلاح لها من جديد.

 و مجرد وجود سورة باسم "النساء" في القرآن، بينما لا سورة باسم "الرجال"، يعني أن ينتبه المسلمون إلى أن للنساء وضعا لابد فيه من ترتيبات محددة، و يعني أن الرجال هم الذين يتبنون هذه الترتبيات بناء على آيات القرآن و سنة الرسول صلى الله عليه و سلم، فالمجتمع يقيمه الرجال و النساء جزء منه، فالرجل هو صاحب السلطة و القوامة، و هو يدير أمور النساء، فلماذا؟ لأن النساء هن الثغور، من خلالهن يسهل إفساد المجتمعات، وهن حماة الأطفال، الذين هم المستقبل.

 والذي يجري حولنا طوال الوقت في وسائل الإعلام، هو المرأة  .. المرأة .. حقوقها .. حريتها .. تقويتها .. استقلالها .. التحرش .. ملابسها .. عملها .. جسدها ..  و ما لا آخر له، فماذا نفهم من هذه الحملات المكثفة؟ 

نفهم أن فساد المجتمع يأتي من هذه الناحية، لأن الإلحاح في هذه الأمور يؤدي أمام أعيننا إلى انهيار الأسر و اضطراب المجتمع على مدى واسع ... 

و لذلك جعل الله أمور النساء منظمة في شرعه، و جعل الرجل مسئولا عنها، و قال تعالى للنساء "و قرن في بيوتكن" .. و ما كانت توصية الرسول بالنساء إلا لأنهن محل الضعف، و الإفساد و التخريب يسهل أن يأتي من خلالهن، بإغرائهن و اللعب على أهوائهن

فلابد من الانتباه، و لا يجوز قصر التوصية على أنها أن نكرمهن و ندللهن، بل هي أولا أن نحميهن، و نراعيه ، فلا تأخذهن المغريات، فتنهار الأسر و يفسد المجتمع، و كأنهن من حدود الأمة لابد من حمايتها، و في ذلك فلا قيمة لأفكار الحرية و المساواة المزعومة، و غيرها، لأنه في سبيل أمن الأمة و صيانة مستقبلها، لا شيئ غال.

 

من سيدخل الجنة

 جاء في التليفزيون المصري، في رمضان الحالي، أن المفتي السابق علي جمعة، يحدث الأطفال، فسألته طفلة، لماذا المسلمون فقط سيدخلون الجنة، وهناك أد...