الأحد، نوفمبر 09، 2008

الطعام المغشوش

عدت إلى بنها، بعد سنوات من الحياة في فلوريدا بالولايات المتحدة، عاصرت فترة حكم بوش، كان وصولي قبل أحداث سبتمبر بشهر، و غادرت قبل نهاية حكمه البائس بأربعة شهور، لكني عشت هناك أدميا آمنا على نفسي، أتعامل مع الناس باحترام فأجد الاحترام، و أثق أن من سيقوم بعمل سيتقنه، و لن يغشني، ثم عدت إلى مصر، بنها بالتحديد، و أنظر حولي لا أصدق ما أرى، لقد هوت البلاد إلى هوة سحيقة في سبع سنوات، و دعني من أي شيئ إلا الأكل ... الأكل مغشوش ... أمسك أكياس الدجاج و أنظر فيصعب تصديق أن هذا الذي آراه سليم، المشروبات الغازية ليس طعمها كما في أمريكا، الخبز فيه رمل، الشاي (شاي ليبتون الشهير و شاي أحمد الهندي الذي طعمه لا يوصف من حلاوته كما شربتهما في أمريكا) ليس لهما الطعم نفسه رغم ان أمريكا ليست بلد شرب الشاي ... اشتريت علبة لبن دلة، و لما جئت أفتح وجتها تفتح بسهولة غريبة، ثم وجدت الورقة المغلفة بالألمونيوم التي يجب أن تسد فتحة الزجاجة مفتوحة و مدفوعة لداخل الزجاجة بالفعل، و اللبن رائحته النشا، و طعمه ليس اللبن كما أعرفه، و بعد يومين أشتريت علبة جبن دومتي فدخل البائع و جائني بالعلبة في كيس بلاستيك، فلما عدت البيت وجدت العلبة مفتوحة، و الجبن في الداخل في كيس عليه اسم الشركة و كان مقفولا رغم أن الماء في الداخل و خارج الكيس .. فلما رفعت الكيس وجدته مفتوحا من أسفله

و لقد اشتريت هذا من أماكن معقولة، فلا شك أن البائع الثاني (محل ماركت أبو السعود القريب من الطريق السريع في بنها - عند محل كشري عجيبة ) لاشك أن هذا البائع غشاش، ولكن لا أظن أن بائع اللبن غشاشا فقد كانت العلبة تبدو سليمة، و قد اطلعت على علب أخرى، و هو جاري و أنا أعرفه ... غير أن المشكلة الأكبر هي في انعدام الرقابة، لا أحد يراقب أو يحاسب، أن أنهم فاسدو الذمم لا يراعون الله في أرواح الناس
أين الدين في مصر؟ و ما جدوى كل هذه الفضائيات الدينية، و القرآن المرتل في كل مكان، حتى في رنات التليفون المحمول، إن الناس لا يسمعون أو لا يفهمون ... لكن من الذي لا يعرف أن الغش حرام، و من الذي لا يعرف أن التسبب في إيذاء الناس حرام؟
إن هناك مشكلة أكبر فينا، نحن المصريين، لقد انحطت الأخلاق و انحططنا، على العموم و ليس كلنا بالطبع، فكيف نأمن أن نأكل شيئا، كيف نصدق كلام أي متكلم، كيف نثق في عمل أي عامل؟ كيف نصلي صلواتنا و بماذا نتوجه إلى الله في الدعاء و نحن نقتل إخواننا قتلا بطيئا

من سيدخل الجنة

 جاء في التليفزيون المصري، في رمضان الحالي، أن المفتي السابق علي جمعة، يحدث الأطفال، فسألته طفلة، لماذا المسلمون فقط سيدخلون الجنة، وهناك أد...