الأحد، فبراير 20، 2022

ظروف نهاية العالم

 تحكي الأحاديث النبوية أحداث نهاية الزمان، فنجد فيها أحوالا غير الأحوال و عالما غير العالم، فالدجال سيطوف بالدنيا، و يدخل البلاد كلها إلا مكة و المدينة، و يتبعه خلق كثير، و سوف يقتل رجلا علىرؤوس الأشهاد، و سيأتي عيسى عليه السلام، فيقتله، و ستعود بلاد العرب مروجا خضراء، و سوف تخرج الدابة تكلم الناس، و ستكثر الفتن، و يكثر القتل، و تكثر الكوارث و النوازل.


و سيقاتل المسلمون اليهود، و تعود الخلافة من جديد، كما أن هناك الكلام عن المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض عدلا، بعدما ملئت جورا.


ففي خلفية هذه الأحداث الكبرى، يكاد يكون هناك شيء واحد، يبدو أنه لابد منه، لتقع تلك الأحداث، و هذا هو انهيار نظام العالم القائم بيننا، انهيار نظام الدول القومية و الحدود، فيسيح الناس في الأرض لا يمنعهم، شيئ، يتقاتلون على كنز الفرات، و يتبعون الدجال، و يتبعون المسيح و المهدي، و ستقوم خلافة مسلمة سوية، فكيف ذلك، مالم نكن في عالم آخر، منفتح، سائل متقبل للتشكيل، تشكله أي قوة تقدر على هذا.


فكيف سيحدث أن يتم تدمير نظام العالم، هل بكارثة طبيعية؟ إن القرآن لم يحدث بأن الله قد يدمر الأرض، بل إنه سبحانه و تعالى قد كتب أن سيظهر نور الحق، و لو كره الكارهون، فهو صراع مستمر بين الحق و الباطل يحكمه قانون التدافع، فلن يجري الله علينا سنته في التدمير الذي كان مع الأمم السابقة، من عهد نوح إلى عاد و ثمود، و مسخ اليهود، بل لقد وعد الله اليهود  قد لعنهم بأنهم سيعلون علوا كبيرا، و سيرسل الله عليهم عبادا له فيتبرون ما علوا تتبيرا، ثم إنهم إذا عادوا عاد الله تعالى، فلهم أن يبقوا في الدنيا، إلى نهاية العالم، لن يدمرهم الله بآية كونية، كما أنه سبحانه و تعالى جاعل الذين اتبعوا عيسى عليه السلام فوق الذي كفروا إلى يوم القيامة، كما حدثنا القرآن الكريم.


فالبادي أن آية كونية لن يرسلها الله تعالى لتدمير الأرض.


فهل ستكون القنابل النووية، التي كدسها البشر، سببا في تدمير العالم، إن هذا وارد، و إن قيام بلاد مثل الصين و روسيا، ضد أمريكا و أوروبا، كما أن وجود كوريا الشمالية، و إيران، و إسرائيل، لعوامل تدفع نحو حرب عظمى، و لن يتعقل المحاربون عن استخدام السلاح الأشد، و قنبلة واحدة لن تكون إلا الأولى في سلسال طويل من القنابل، لن تتوقف إلا عندما يموت من يطلقونها.


و من بعد هذا يعود الناس إلى الماضي، فلا دول و لا حدود، بل جماعات، تتصارع من أجل البقاء، و يعود الإنسان إلى صوابه ليعلم أن لا إله إلا الله، فيعلو الدين في الأرض من جديد، و يتحدد الصراع ليكون ما بين المسلم و غير المسلم، و تبدأ الأحداث الكبار.
فكيف ستبدأ هذه الحرب؟ لم يعرف أحد أبدا كيف تبدأ الحرب.


هل الصراع على كنز الفرات سيكون المبتدأ؟ من الممكن، فإن الحديث النبوي، يقول إن الناس سيقتتلون عليه، فيموت من كل مئة 99، لكن ذلك التقاتل يستلزم أن يكون ذلك الكنز أملا للجميع، أي أن تكون الحياة في الأرض بائسة، بالفعل، فيظهر الكنز ليهرع إليه الناس طمعا في الوصول إليه قبل غيرهم، لكن هذا ليس ضروريا، فالطمع طبع بشري، و ما مآسي العالم القائمة إلا من طمع الدول الغنية في ثروات الدول الضعيفة، فقد يكون التقاتل على ذلك الكنز مجرد بدء الصراع، و قد يكون من الأحداث التي تقع بعدما بدأ التصارع و خربت الأرض، و يضاف هنا أنه قد لا يكون فرات العراق، بل إن له تفسيرات أخرى.
فالخلاصة أن العالم سيخرب، و أن نظام الدول القومية و الحدود سينتهي، أهي حالة ستبدأ من حرب أوروبا و روسيا في أوكرانيا، أم من حرب تتعلق بالمنطقة العربية، أم من النزاع بين أمريكا و الصين في أقصى الشرق، أم من حدث آخر ؟؟ لا يعلم الغيب إلا الله.


و لا يجب أن نستقرأ الأحداث الجارية، فنتوقع منها أن تكون بداية النهاية، كما أننا لا يجب ألا نتوقع، بل لابد أن نستقرأها و نتوقع ما قد تؤول إليه، لكن لا نقرر في كون الله بما نرى، فما يجري يجري و سيستمر في ذلك، فلنقرأ ما فيه، ثم لا نجعله كل ما في الأمر، فقد لا يؤدي إلى النهاية المنتظرة.


و رغم أن روسيا و أوروبا و أمريكا هم القوى الكبيرة اليوم، فالحرب ما بينهم إن جرت، قد لا تكون حرب نهاية النظام العالمي، و قد تكون، بمعنى أنه لا يجب أن تكون الشرارة كبيرة جدا، لتكون النار كبيرة جدا، فأكبر النار من مستصغر الشرر.


قد تقع الواقعة بداية من أمر صغير يكبر أمام أعيننا في زمن غير محسوس، أي بسرعة عجيبة، فتبدأ الأحداث، و نجدنا أمام عالم قد خرب، من قبل أن نتنبه كيف جرى ما جرى، فإن في الروايات أن المهدي، يصلحه الله في ليلة، و أن الدجال موجود، ينتظر الخروج، و الدابة في الانتظار، و يأجوج و مأجوج قابعون خلف جدار يعملون على نقبه ليل نهار.
لا شيئ نفعله في هذا، لأنه لا شيئ نفعله، يمنع ما سيكون.


بينما ما يجب علينا فعله هو أن نتقي ذلك اليوم الذي سنرجع فيه إلى الله، و أن نتقى الفتن من قبل ذلك، فإنها فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا و يمسي  كافرا، و يصبح كافرا و يمسي مؤمنا .. 


إنه الاختبار النهائي الذي وجب الاستعداد له.

 

20-فبراير 2022

من سيدخل الجنة

 جاء في التليفزيون المصري، في رمضان الحالي، أن المفتي السابق علي جمعة، يحدث الأطفال، فسألته طفلة، لماذا المسلمون فقط سيدخلون الجنة، وهناك أد...