الجمعة، ديسمبر 21، 2012

حكمة الله في سورة الكهف



سورة الكهف ... محاربة الكبر في النفس

يكون هذا بالدرس الأسبوعي الذي وجهنا إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم، الدرس الذي في سورة الكهف، في سورة الكهف أربعة أمثلة، قصة أهل الكهف الذين تركوا الدنيا بما فيها، و هم شباب، و فروا إلى الله، لا يشركون به شيئا، فجعلهم آية للعالمين


نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً (14) 


و في السورة قصة صاحب الجنة الذي ظن أنه بنفسه قد حاز ما حاز، و أخذه الكبر حتى كفر:


وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنقَلَباً (36) 



فلما آمن بنفسه من دون الله، نزع الله منه ما آتاه، فعلم ما بلغ من الشرك، و علمنا الله تعالى أنه لا فئة ستنصرنا من دونه تعالى إن أشركنا مثل هذا الضال:


وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً (42) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً (43) هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً (44)


و في الكهف قصة موسى عليه السلام، نبي الله ذي العزم الذي كلمه الله  تكليما، يمضي في الأرض بحثا عن عبد من عباد الله هو أعلم منه، و فيها أن الإنسان قاصر عن إدراك الصورة الكاملة، فإغراق السفينة عمل سيء و لكن في الظروف التي تم فيها هو خير، فعلى الإنسان أن يقر بعجزه مهما بلغ من علم، و هذا هو التغلب على الكبر، و على الإنسان أيضا أن يؤمن و إن لم يفهم، لأنه لن يستطيع الفهم كله، و لن يحيط بعلم الله، و الإيمان رغم عدم الفهم هو قمة التغلب على الكبر، و لذا كان أول صفات المتقين في سورة البقرة فهم الذين يؤمنون بالغيب و يطيعون الله في عبادته و يتفكرون و يبقون على إيمانهم و إن بقيت من معاني الإيمان غيبيات، تقول سورة البقرة:


الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5) 


و في سورة الكهف قصة ذي القرنين، الذي مكّن الله له و آتاه من كل شيء سببا، فملك الأرض، و لكنه عندما سألوه أن يبني السد قال أعينوني، و ما مكني فيه ربي:


قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (95)


هذه الأمثلة فيها العبرة للجميع، ملك الأرض، و الرسول المختار من دون العالمين، و صاحب المال و الجاه، و الشاب المسلم لله، قد غلبوا الكبر فيهم، فأفلحوا

فلما ينصحنا الرسول صلى الله عليه و سلم أن نرتل الكهف ليلة الجمعة، فإنها لحكمة بالغة، فإن فيها الدرس اللازم لكل مؤمن، بعد سعي الأسبوع، في نجاح أو غير نجاح، الدرس الذي يتعلم منه كل مسلم أن ما به من نعمة فمن الله، و أن نجاحه من الله، و أن فشله فيه الخير بإذن الله، و لن ينال الكبرُ من مسلم كهذا أبدا ... و السورة تجمل الدرس في وضوح:


أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا و  هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَ لِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَ اتَّخَذُوا آيَاتِي وَ رُسُلِي هُزُواً (106)


ثم إن الفكرة الأساسية هنالك معلنة، فما علينا إلا أن نعمل الصالحات و ألا نشرك بالله:


فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110)


فسورة الكهف تعالج الكبر، و تحصننا من الكفر و من إبليس و وسوسته، و الكبر أس الخطايا، و هو خطيئة إبليس ، و هو الكفر ذاته

 مجدي هلال - 2008

من سيدخل الجنة

 جاء في التليفزيون المصري، في رمضان الحالي، أن المفتي السابق علي جمعة، يحدث الأطفال، فسألته طفلة، لماذا المسلمون فقط سيدخلون الجنة، وهناك أد...