الجمعة، ديسمبر 07، 2012

قبيل الحرب الأهلية

هذه خطة عمل هدفها تجنب الحرب الأهلية في مصر، لقد فتح الرئيس بابا للحوار سيكون بمقتضاه إلغاء الإعلان الدستوري مع ظهور نتيجة الاستفتاء، سواء بالرفض أو بالقبول للدستور المقترح، و يمثل هذا الخطوة على الطريق التي يمكن للجميع الاستفادة منها، هذا مع افتراض أن كلا منهم محق في القول بأن أغلبية الشعب تسانده، فهذا هو المحك

إن كان التيار الليبرالي يتحدث باسم الشعب فإن الدعوة للاستفتاء هي باب الانتصار له، و إن كان التيار الإسلامي موقنا من تأييد أغلبية المصريين فالاستفتاء هو الدليل

فخلال الأسبوع القادم ليعمل الجميع على التواصل مع فئات الشعب المختلفة لتوصيل ما يرونه أسبابا لرفض أو قبول الدستور المقترح، و إن العنف الذي جرى في الأيام الماضية قد فتح الطريق أمام الوصول إلى المزيد من الناس، فقد اهتزت و لاشك قناعات الكثيرين و فقد الكثيرون بوصلة الحركة، مما يجعلهم على استعداد للاستماع

و لنعمل جميعا على ألا تقع مصر في حرب أهلية

و لكن نقطة الضعف في هذا السبيل هو رفض الليبراليين له، فهم على يقين أنهم لن يستطيعوا أن يكسبوا ثقة أغلبية المصريين، و ما كانت زيادة أعداد المشاركين نسبيا في مظاهراتهم في الأيام التالية إلا لأن كثيرا من فلول الحزب الوطني المنحل كانت معهم

فلا يبدو أن أمامهم من سبيل إلا الدفع نحو الحرب الأهلية و استعداء العالم الخارجي ضد الرئيس، لأنها فرصتهم الوحيدة في تحقيق أية مكاسب

و لكن أين الحكمة، و هم يناوؤن التيار الإسلامي الضخم، و الأكثر قربا من الناس، فهل ينتظرون مثلا أن ينسحب التيار الإسلامي كاملا أمامهم ؟؟ ..  كيف يعقل هذا و لماذا سيحدث طالما يقف الإسلاميون على أرضية شعبية كبيرة

فهي الحرب لا محالة خاصة و أن في صفوف الليبرالين من الفلول و أصحاب المنافع الذين يدافعون عن مصالحهم على حساب مصر، مثلما فعلوا طوال العقود الماضية، و أشد ما أخشاه أن يكون تحريك الأمور قد أفلت و خرج إلى أيدي هؤلاء، فإن ما نراه هو نفس ما حدث في يناير 2011، من حرق و اقتحام للسجون و الأقسام و المحاكم، و من انتشار لأعمال البلطجة .. فهل يحرك الليبراليون هذا أم أنهم ليسوا أصحاب القرار فيه

إن كان الأمر أمر الإعلان الستوري فهو منته، و إن كان الأمر أمر الدستور فالشعب هو صاحب القرار فيه، فأي معيار يمكن الاحتكام إليه  خلاف هذا

و إن كان الشعب جاهلا مستغفلا فبأي منطق يفرض البعض نفسه وصيا عليه؟ فحتى الجاهل له أن يختار، و على من يريد الخير لهذا الجاهل أن يعلمه لا ان يحرق عليه بيته

هناك تعليقان (2):

  1. لن أسميها حربا أهلية ولكنها مسيرة التطهير الدموى,لابد وأن يكون هناك تطهيرا دمويا فهؤلاء لا يعرفون إلا القتل وسفك دماء الأبرياء حتى يعثوا فى الأرض فسادا, الثورة لم تنتصر بعد ولابد من إنتصارها بقوة الدم.

    ردحذف
  2. هذه المظاهرات هي في أصلها كره للإخوان وللتيارات الإسلامية وليس رفض للدستور أو الإعلان الدستوري ... فما معنى أن تختلف خلاف سياسي حول الإعلان الدستوري فتخرج لتهتف بيسقط يسقط حكم المرشد .. وتشتم في الاخوان وتطالب باسقاط النظام و"ارحل" ويتم حرق مقرات الاخوان وقتل وضرب أعضائها .. الأمور واضحة والحقد الدفين ظهر ولقد أعد مبارك وإعلامه ورجاله لهذا اليوم جيداً من خلال تشويه الاخوان والتيارات الاسلامية طيلة 3 عقود .. وهذه الأيام هي أيام جني الثمار لمبارك وحزبه

    ردحذف

من سيدخل الجنة

 جاء في التليفزيون المصري، في رمضان الحالي، أن المفتي السابق علي جمعة، يحدث الأطفال، فسألته طفلة، لماذا المسلمون فقط سيدخلون الجنة، وهناك أد...