الأحد، أبريل 12، 2015

من علامات سوء نوايا رويبضات الزمان

و من علامات جهل هؤلاء أن أهدافهم المعلنة، و المغلفة بالحق يراد به الباطل، تنكشف في الحال بمجرد أن يتكلموا أو يبدأوا في عرض رؤاهم كما يظنونها

فتجدهم يقولون إنهم يريدون تجديد الخطاب الديني، ليناسب العصر، ثم تراهم يعمدون إلى أصول الدين ذاتها يهدمون فيها، فكيف يريدون تجديد الخطاب و تحديثه بينما هم يهاجمون مصادر ذلك الخطاب، و إن كانوا يتجملون بالقول إن " هم رجال و نحن رجال" فكيف يشوهون أعمال الرجال الآخرين، بدلا من أن يعملوا مثلما عملوا، فأولئك الرجال المشار إليهم (علماء الدين على مدى القرون) قد تعلموا و استوعبوا مقاصد الشريعة، و فهموا تفسير القرآن و استخدام الحديث، و أحداث التاريخ و سير الصحابة، و نشأ بينهم علم  الفقه، و هو علم استخدام مصادر التشريع المختلفة من أجل استنباط الأحكام، فبالتالي كيف يكون التجديد بهدم تلك المصادر و التخلص منها، و التخلص من خبرات مهولة متراكمة على مدى 14 قرنا، سادت في أكثرها حضارة الإسلام كما صاغها هؤلاء العلماء، كيف يتقبل العقل تشويه كل هذا بغرض تطوير الخطاب الديني؟

، و هناك علم الفقه و الاستنباط فيلقدموا أحكاما جديدة أو مناهج جديدة، و ليثبتوا أنهم لا يخالفون أصول الدين فليستخدموها بالطرق التي يرون، لكن ليس من المنطق أن نشوهها ، إذ لماذا التشويه ؟ 

ضع منهجا يحدد لك كيف تستخدم ما ترى من محتويات تلك المصادر و اتبعه و قدم إلينا نتائج أعمالك .. هكذا يكون التجديد

لكنهم لا يقدمون شيئا بل هم يدمرون و حسب، و يضللون عامة الناس، ليجدوا أنفسهم تائهين لا يعرفون سليما من سقيم، فيصبحوا فرائس سهلة لكل شيطان و أفاك

في كل العلوم الطبيعية منها و الإنسانية، يحدث هذا، يتطور العلم بتطور طرق استخدام محتوياته، و بتغير المدخلات إلى تلك الطرق، ، و لم أشهد في تاريخ العلم أبدا عالما يسفه من سبقوه بينما هو "عالم" فقط لأنه تعلم منهم ، سواء من أخطائهم أو من نجاحاتهم 

الاثنين، أبريل 06، 2015

الرويبضات

إن نبوءة الرسول عن الرويبضة يتكلم في الشأن العام، معجزة .. فإن بلوتنا الآن هي هذه، هم القوم الذين ظنوا أنهم علموا و سوف يصححون لنا كل معارفنا، الذين يبدأون الكلام لإثبات خطأ من سبقهم، و تسفيه ما عملوه، و الحط منه، و إن علامة العالم الحق أنه يجل العلم و العلماء .. و لو أن هؤلاء الرويبضات ابتغوا العلم حقا لكانوا أشد الناس احتراما لمن سبق من علماء، و لتحرجوا عندما يجدون عالما سابقا قد أخطأ بحسب ظنهم، فيصححونه مع إعطائه حقه الذي جعله الله له على لسان رسوله الكريم، إذ علمنا أن من اجتهد فأصاب فله أجران و من اجتهد فأخطأ فله أجر واحد
                        
لكن أولئك الرويبضات يتعلمون ليحطوا من أقدار العلماء، و إنه بعينه طريق الهوى و الضلال، فمن بدأ لغرض ما إلا غرض التعلم، فإنه يضل، قال تعالى: " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون" ( الجاثية 23 ) .. فالله يضله و لديه العلم كمثل الحمار يحمل أسفارا، و لو أنه ابتغى معرفة الحق، لزالت الغشاوة، لكنه عبد هواه، و الله أغنى الشركاء عن الشرك، فهو تعالى يختم على قلبه و على سمعه و بصره فيكون العلم الصحيح بين يديه و لكن لا يهتدي به بل يزداد ضلالا، فكيف لهذا أن يهدي غيره ؟!!

لابد من خطوط حمراء للتعامل مع علوم الدين، فإنه الدين و ليس الأراء و الميول، و الدين بالاتباع لا بالهوى، لأنه أتانا على يدي رسول من الله، فنحن نتبع الرسول و العلم الذي جاء به جيلا بعد جيل، و قد قال تعالى في سورة البقرة: "قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم من هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون، و الذين كفروا و كذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" (البقرة 38-39)

فإننا أمام أمرين: اتباع الهدى أو الكفر .. ربنا آمنا بما انزلت و اتبعنا الرسول ..

فليكن المبدأ الحاكم هو الاتباع، و في إطاره يكون الاجتهاد في كيفية الممارسة و التطبيق، فالله تعالى قد أكمل لنا الدين، فهو لا ينقصه شيئ، و ما علينا إلا الالتزام به في كل الأحوال، فنتبع التابعين الذين سبقونا بالإيمان في اتباعهم، و نجتهد و نبدع في إطار هذا المبدأ الحاكم، و ما الدين إلا قيود فرضها الله علينا، فإن تدبرناها و سعينا فيها حتى تتوافق مع هوى أنفسنا فلنخف على أنفسنا، لا يجوز أن نحاول أن نجعل الدين يتفق مع العصر القائم أو أي شيئ آخر، إنما علينا أن نتفق نحن و أن تتفق العصور كلها مع الدين



و لندعو الله ألا يجعل في قلوبنا غلا للذين سبقونا بالإيمان .. فمثل هذا الغل يحول البعض منا إلى رويبضات .. و إن كان لابد من شعور ما فليكن الغل على ضعفنا في هذا الزمن الذي جعل الالتزام بالدين صعبا، فاللهم املأ قلوبنا بمحبة من تحبهم، و اجزهم الله عنا خيرا فيما حفظوه و نقلوه لنا من دينك و علمونا إياه، و أعنا الله على اتباعهم، و علّمنا اللهم ما لا نعلم و احفظنا من هوى النفس و من وساوس الشياطين

من سيدخل الجنة

 جاء في التليفزيون المصري، في رمضان الحالي، أن المفتي السابق علي جمعة، يحدث الأطفال، فسألته طفلة، لماذا المسلمون فقط سيدخلون الجنة، وهناك أد...