الثلاثاء، يناير 17، 2006

السؤال البريء الحائر

نشر هذا المقال في صحيفة شباب مصر في يناير 2006 ، و لقراءته حيث نشر أنظر

http://www.shbabmisr.com/XPage.asp?browser=view&newsID=3923


كان من حظي أن خصني السادة فوزي فراج و حسن عبد اللطيف بمقالات موجهة لي على صفحات شباب مصر ، أما الأول (النبوات والخوارق والعلم ، من حسن عبد اللطيف قبل أسبوعين ) فقد علقت عليه سريعا في حينه على أمل أن أرد فيما بعد و لكني لم أفعل ، و وجدت أن ذلك التعليق كان كافيا بدرجة ما ، فالأستاذ حسن قد استرجع (إنا لله و إنا إليه راجعون) قبل أن يكتب إلينا ما قال إنه كان رأيا صريحا في قضية السنة ، لكنه أورد رأيا جريئا حقا في معنى النبوة و الأديان ذاتها ، معتبرا إياها حسب ما بدا في كلامه ظروفا و أساليب كانت مطلوبة في مرحلة من تاريخ الإنسان ، وصفها بمرحلة الطفولة كما وصف النبوة بالأم الرحيمة ، و هي مرحلة قد تخطاها البشر بالفعل حسب كلامه ، بما بلغوا من علم و قدرة على الإبداع و الإتيان بالمعجزات باستخدام هذا العلم ، و قد قال بالنص متحدثا عن الإنسان "... كانت رسالة الإسلام هي نهاية عهده بهذه الأم العظيمة ( النبوة ) ، فهو من الآن سيمضى في الدهر وحيدا .. سيصنع معجزاته بنفسه – بالعلم ... يعتمد على عقله المجرب الذي لم يترك خطيئة إلا اقترفها ... سيتعملق في الكون ( كما بدأنا نرى بالفعل اليوم ) .. إنه يخطو نحو اللقاء المرتقب بالله العالمين" ...

و هكذا فظاهر الكلام يقول إن النبوة قد انتهت الحاجة إليها ، و أن الإنسان المعاصر بعقله وحده قادر على تسيير حياته دون حاجة إلى إرشاد ، و قد كان مضمون تعليقي على ذلك المقال ليس أكثر من رد فعل بسبب القراءة ، فعلى الحال قفز إلى ذهني قول الله تعالى "إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى" ... و مازلت أجد نفس رد الفعل كلما تذكرت ذلك المقال ، و لكني ، مخلصا ، لا أظن أن الأستاذ حسن عبد اللطيف قد قصد هذا المعنى البعيد الظاهر من الكلام ، أو على الأقل أنا لا أظنه يتحدث بشكل عام و مطلق ... و لكن حتى رغم هذا فقد آلمني مجرد تأمل خطورة هذا الرأي من كاتبه .. و هو من ألطف الأقلام في هذه الصحيفة ...


و قد ذكرني ذلك بكلام دار بيني و بين أحد الأصدقاء المصريين ، قال فيه إن القرآن و الكتب المرسلة عموما قد جاءت في شكل حكايات تناسب البشر في مرحلة ما حتى يتجاوزوا هذه المرحلة ، و كان التعبير الذي استخدمه بالإنجليزية هو أن القرآن مكتوب في شكل "fairy tales" ، أي حواديت أطفال ... و لاشك أن التشابه واضح بين كلام ذلك الصديق و كلام الأستاذ حسن عبد اللطيف ... فهل أقول إن محاولات التشكيك قد بدأت في الاتجاه نحو القرآن ذاته ، بعدما عملت على تشويه تاريخ المسلمين ، و تشويه أئمة الدين ، ثم التشكيك في السنة ، ثم محاولة التخلص منها ؟ فهل قد بدأت المرحلة الفاصلة .. كلا لن أقول ... و إن هذه الفكرة هي ما جعلني لا أستمر في محاولة إعداد ما يصلح ردا على مقال الأستاذ حسن عبد اللطيف ، فأنا لا أعتقد أنه قد قصد أي شيء له صلة بمثل هذه الأفكار ، و مثل هذا التشكيك


و محاولات الهدم هي أشد ما يُتهم به بعض ممن ينحون نحو العلمانية - دون أن أصنف حسن عبد اللطيف بالعلمانية أو الدينية أو غير ذلك – و هناك علاقة وثيقة بين ذلك و بين ذلك السؤال الذي وجهته للأستاذ فوزي فراج تعليقا على قصيدة له ، و إذ أشكره على الاهتمام بالرد ، فإنني بعد قراءة رده يجب أن أقول إني لم أقصد بسؤالي الكلام عن الشعر بالمرة ، إنما قصدت ، و باختصار ، أن أي واحد منا قد يمر بفترات يشعر فيها باليأس ، و كنت أرغب لو أنه يرجع بالنظر إلى ثلاثين سنة مضت فيحدثنا عن تجربته في الانتقال من مصر إلى الولايات المتحدة ، و أظنها تجربة عمر ... إن قصيدته "الشعلة التي انطفئت" تصور حالة تمر بكثير منا في أوقات شتى ، فإذا ما اقترنت باتخاذ قرار بالهجرة إلى عالم آخر فلاشك أن الدروس منه ستكون ذات قيمة ... كان هذا هو ظاهر السؤال ، أما إذا أخذته إلى مستوى أعلى ، و هو ما كنت أشرت إليه أيضا في السؤال ، فإننا كأمة قد نكون في أسوأ حال في سنواتنا الحالية ، إلى حد أننا لا نستطيع أن نتحدث سوية ، كما هو ظاهر في هذه الصحيفة ، و كما بان أكثر ما بان في الأيام الماضية ، في تلك الموقعة التي تمحورت أساسا حول السادة مجدي محرم و مصطفى عبد العال ...


و كل من فوزي فراج و حسن عبد اللطيف قد يحسبان على الطرف الأقرب إلى الاتجاهات العلمانية ، أو على الأقل هكذا احتسبهما الأستاذ محمد عويس في مقاله الأخير "القرآنيون" ، كما قد ذكرهما آخرون باعتبارهما أقرب إلى هذا الاتجاه ، و مرة أخرى أؤكد أنني لا أرغب في تصنيف الناس إلى علمانيين أو غير علمانيين – غير أن هذا التصنيف في ذاته و الظروف المحيطة به كما يتبدى في أسلوب النقاشات و الحوارات في "شباب مصر" يشير إلى درجة من البلبلة ، و الحيرة تأخذ بكثير منا .. و كنت قلت إن الأمة و هي في حال التدهور ، و ربما الانحطاط تعاني أشد ما تعاني من ضعف الثقة بالنفس ، و إن الانبهار بأي شكل آخر من أشكال الحياة التي هي أفضل من حياتنا في بلادنا المبتلاة ، ليس من الحكمة ، لأنه يدفع للتهور و التسرع في الأحكام أحيانا كلما ننظر في أحوالنا و أحوال الآخرين ... ثم هو يقودنا إلى التنازل عن درجات من احترام الذات لا يجوز أن يحدث ، و الأخطر هو أن يؤدي إلى اختلال ثقتنا بأنفسنا و بقيمنا ، و يسرع بنا إلى التيه نبحث يمينا و يسارا عن شكل حياة أفضل ، و كلما نمضي في البحث نفقد المزيد من ذواتنا حتى نصير لا ندري من نحن ..


و رد فعلي أنا الشخصي على حال التدهور التي نعيشها في بلادنا ، هو أن أزداد تمسكا بأصولي ، و أتعامل بحذر مع كل ما هو من الآخرين ، لا من موقع الشك و لكن من منطلق الحرص على ألا أفقد شيئا مما يدخل في تعريف ذاتي ، فإنني أدرك أني في حالة الضعف ، و في حالات الضعف يسهل الخطأ بسبب عدم القدرة على الاختيار أحيانا .... و درجة أخرى من هذا الحذر قد تتمثل في عدم التخلص مما هو قديم في داخلي ، بل ربما أكتسب أشياء و معاني جديدة ، و لكن لا ضرورة لأن يكون اكتساب الجديد سببا للتخلص من القديم .. هذا هو ما أفعله ، فأجدني أنفعل أشد الانفعال بمعجزات الإنسان العلمية ـ كما يفعل حسن عبد اللطيف ، و لا شك فوزي فراج أيضا ، كما أنني أعجب غاية الإعجاب بشكل و نظام حياة الناس في الولايات المتحدة على سبيل المثال ، كما لاشك هما يفعلان ، إلا أنني لا أنظر إلى حال بلادي فأقرر أن من تراثي و موروثاتي ما يمنعني من أحقق مثل هذه الحياة الأفضل ، بل أريد عندما يأخذني الإعجاب بهذه الدرجة أن أكتسب عادات جديدة ، و لكني لا أنظر في نفسي لأبحث عما أتخلص منه في نفسي ، و الذي أراه هو أن فوزي فراج و بدرجة أقل حسن عبد اللطيف يحاولان النظر إلى الماضي بعدم رضا من أجل البحث عما يتخلصان منه حتى يقتربا أكثر من القدرة على تحقيق الحياة الأفضل المتمثلة في أمريكا مثلا.


و كل منا يسعى لنفس الهدف ، بأساليب مختلفة ، بل إن الأساليب تبدو متضادة .. فحسن عبد اللطيف تأمل ما الذي يجري في الكون و وجده بعيدا عن الجو الديني كما نعرفه في بلادنا فافترض أن الدين يمكن أن يتم تحجيمه بدرجة ما .. و كذلك يقول فوزي فراج ... و كلاهما يريد التخفف من جزء - أو كل – مما يسمى السنة لأنها هي سبب في كثير من مشكلاتنا القائمة ، و تخلفنا ، بحسب كلامهما.

أما أنا فلا أجد في الحياة الأفضل في الولايات المتحدة إلا الاجتهاد في العمل و الإتقان ، مع النظام و التعفف عن الفساد و الاستبداد ... فلو أننا في مصر مثلا نجتهد و نتقن و ننظم ما نعمل و لسنا فاسدين و لا نستبد ببعضنا البعض ، لما كانت لدينا مشكلات ... و لا أجد في نفس الوقت أن تراثنا الديني (السنة تحديدا) يعوقني بأي شكل عن تحقيق عوامل النجاح هذه ... و هذا هو فقط محل الخلاف بين من يوصفون بالميول العلمانية و من يوصفون بالميول الدينية ، رغم التحفظات الكثيرة القائمة على هذه التصنيفات.


كان الهدف من سؤالي لفوزي فراج هو بدء حوار ، انطلاقا من تجربة حياته هو إن يكن يسمح بذلك ، بعدما هاجر من مصر ، و أمضي طويلا في الولايات المتحدة ، حتى ارتأى أن يتجه اتجاهه الحالي في البحث عن الحياة الأفضل ، و الذي أسميه تجاوزا العلماني و قد قال هو مرة إنه القرآني ، أما الأستاذ حسن عبد اللطيف فقد طالما وجدته فيما يكتب غير محدود الأفق و لطيف العبارة و الفكرة ، فأرجو أن يجد في كلامي ما يستحق أن يتناوله بالتأمل و الحوار.

هناك 4 تعليقات:

  1. اقتبس من مقالك الرائع هذه العبارة التي تلخص التصرف السليم الذي ينبغي ان يسلكه المسلم الذي يعيش في الغرب حيث تقول:
    "و رد فعلي أنا الشخصي على حال التدهور التي نعيشها في بلادنا ، هو أن أزداد تمسكا بأصولي ، و أتعامل بحذر مع كل ما هو من الآخرين ، لا من موقع الشك و لكن من منطلق الحرص على ألا أفقد شيئا مما يدخل في تعريف ذاتي ، فإنني أدرك أني في حالة الضعف ، و في حالات الضعف يسهل الخطأ بسبب عدم القدرة على الاختيار أحيانا .... و درجة أخرى من هذا الحذر قد تتمثل في عدم التخلص مما هو قديم في داخلي ، بل ربما أكتسب أشياء و معاني جديدة ، و لكن لا ضرورة لأن يكون اكتساب الجديد سببا للتخلص من القديم "
    انتهى الاقتباس
    ومعه اختم بقولي اني اؤيدك تماما يا استاذ مجدي هلال وارجو ان تسمح لي بإبداء ملاحظة بسيطة لست ادري ان كنت محقاً بها ام لا ألا وهي ان ما لمسته انا شخصيا كمقيم بالولايات المتحدة ان التزام الناس هنا بالنظام ليس نابع من كونهم يحترمون القانون ولكن كونهم يخافون القانون ، فالقانون هنا مفروض بطريقة تعجبني في استطاعتها الزام الجميع بالنظام العام ، فما نراه في امريكا مثلا من احترام القوانين كالحماية الفكرية وقوانين المرور والانضباط والاخلاص كل هذه عبارة عن نتائج طبيعية لخوفهم من مخالفة القوانين المنظمة وما يترتب عليها من جزاءات وغرامات ، ورأيي الشخصي انه فيما لو ضعفت قبضة القانون في يوم من الايام لأي سبب من الاسباب فستتحول امريكا الى قانون الغاب مباشرة.
    مرة اخرى اشكرك لهذا الطرح الهادىء وكل عام وانت بخير.



    حسام السيسي

    ردحذف
  2. الأخ الفاضل الأستاذ / مجدى هلال
    السلام عليكم ورحمة الله وكل عام وأنت بخير
    ان ما تثيره هنا من مادة للحوار يبدو شيقا للغاية - وأراك بحكم ثقافتك وتدينك العميق ولسانك العفيف من أجدر الناس هنا بإدارة مثل ذلك الحوار .. وليت كل المخلصين فى هذا المكان يشاركون بآرائهم حتى تتحقق الفائدة وتتقارب وجهات النظر..
    فقط اتمنى أن نتفق على بعض المبادىء الأساسية :
    أولا - أننا جميعا نتعلم - فلا يقين ولا حق مطلق يمتلكه أحدنا .. حتى لو قال ان لديه نصوصا من القرآن والسنة .. ! فالمشكلة دائما تكمن فى فهمنا وتفسيرنا للنصوص وليس فى النصوص ذاتها ..
    ثانيا - نناقش الفروض والأفكار ( حتى الغريب والشاذ منها ) مناقشة عقلية حيادية باردة ، فنسلط عليها معارفنا وما نمتلكه من أدوات العقل - وحتى لو تغلبت أفكار أفراد منا على ما سواها من افكار الآخرين - فلا يجب ان يعنى ذلك أنتصارا نهائيا لهم - اذ أن فوق كل ذى علم عليم .. !
    فمثلا ..
    ربما كانت حجج الدكتور / احمد صبحى منصور اليوم قوية .. لا تجد ( حتى الآن ) من يستطيع الرد عليها ردا عقليا متينا .. ( أقول عقليا وليس عاطفيا سوقيا عاميا ) ..
    فهل معنى ذلك أن نسارع بتبنى آراء صبحى منصور هذه ؟!
    بالقطع لا .. وألف لا
    فلعل الكثير من العقول ( القوية القادرة ) لم تسمع بصبحى منصور وآراءه بعد .. ولو سمعت بها وأتيح لها الرد لجاء ردها مفحما ..
    وهل معنى هذا الافحام أن نتخلى أو يتخلى الدكتور / منصور عن آراءه تلك ؟!
    أيضا لا ..
    فلعل هناك من العقول الأقوى من يستطيع افحام الذين أفحموه ... وهلم جرا !!
    كل هذا ( عند العقلاء ) دائرته العقل وليس العقيدة أوالعاطفة...
    سيدى
    كن على ثقة من أننا اذا سلمنا بهذه النظرة العقلانية الحيادية لن يكون هناك ما نخشى عليه أبدا .. !!
    انما تأتى المصائب من اشراك العامة والدهماء فى تلك المناقشات أو سماعهم لها .. ( وهذا ما سبق ان حذر منه ابن رشد وغيره من الحكماء ) فتراهم يصفقون ويهللون ويقذفون المتناقشين بما فى أيديهم من أحذية ومأكولات .. فينفض الجمع ويظل الجمر متقدا تحت الرماد وفى الصدور.
    وان ما أفعله ( عن نفسى ) فى بعض ما أكتبه هنا هو نوع من الطيران للنظر من بعيد ..
    مجرد محاولات لاستقراء الموقف على مستوى أوسع مكانيا وزمنيا..
    لا تعنينى كثيرا مشاكل السياسة أو العلمانية أو غيرها من المسميات بقدر ما تعنينى جذور ومسببات التخلف وما يتصل بذلك من قضايا النهضة والبحث فى عواملها وما قد يعوق انطلاقها ..
    وفيما يتعلق بقضية السنة النبوية - فأنا ايضا مثلك أرى انها لا تعوق نهوضا ولا تؤخر تقدما اذا ما نظرنا اليها نظرة العقلاء - أما هؤلاء البلهاء الذين يسيطرون على الخطاب الدينى ويشوهون وجه الدين باسم السنة اليوم فالخطر كله منهم ومن فهمهم للسنة .. وتلك هى المشكلة الحقيقية
    ولا حيلة لك أمام يفعله هؤلاء بأنفسهم وببلادهم - فالمسألة عندهم تصل الى حد التضحية بالنفس والولد !!
    يتحزم الواحد منهم بحزام ناسف ويقصد وجه كريم الى الجنة – فيفجر نفسه فى مستشفى ولادة أو حضانة اطفال مديرها كافر !
    الشكوى هنا ليست فقط من التفجيرات وما يصحبها من مآسى انسانية - ولكن الشكوى هنا وبالدرجة الاكبر من درجة الانحطاط الذهنى التى وصلت اليها مجتمعاتنا المتدينة ..
    وما يؤدى اليه ذلك كله من تهديد لمستقبل الدين نفسه وتهديد حصانته ومصداقيته فى صدور أتباعه أنفسهم !!!!
    سيدى ..
    لقد رأيت فيما يفعله احمد صبحى منصور خطرا يهدد جسم الأمة الاسلامية بخطر عظيم بتعريضها وتعريض انظمتها الاجتماعية والقيمية لفوضى دينية وقانونية وقيمية شاملة لا يعلم مداها الا الله ..
    واظنك تفهم ما أقصده بهذه الفوضى جيدا ..
    فأنت ستراها طالت كل شىء يتعلق بتقاليد واداب المجتمع على اختلافها
    (((( وبشكل مفاجىءغير محسوب )))) ....
    قد يساعد على تفشيه كالوباء بسرعة ما تعانيه الاجيال الناشئة فى تلك المجتمعات من كبت جنسى وفكرى وسياسى وحركى ..
    كارثة عظيمة تحمل بذورها دعوة صبحى منصور المتسرعة التى اراها تحتاج للكثير والكثير من الجهود والعقول والدراسات والعمل المنظم الدؤوب..
    وجاءت محاولاتى للإدلاء بدلوى فى هذه القضية كحل وسط يحاول أن يمنع وقوع تلك الكارثة الاجتماعية وفى نفس الوقت يسعى لتنقية صورة الدين العظيم مما علاها من تراب السنين والقرون..
    فأنا أعلم جيدا أن دعوة القرآنيين ستنتشر وتجد لها ملايين التابعين فى المستقبل لما لها من حلاوة وجاذبية طاغية لكل من لديه شىء من العقل من الأجيال الجديدة الناشئة ( وأنا أحدهم ) – واعلم أكثر أن ردود السنيين العاطفية العشوائية لن تصمد طويلا أمامها .. وفى هذا كله يكمن الخطر ..
    أما اتهامك لى بالانبهار بأمريكا ومجتمعاتها لدرجة أنى ألتفت لمجتمعى المصرى بغضب وثورة اريد به تغييرا يسرع بنهضته - فهذا ما لا أنكره ..
    نعم لا أنكره ..
    لكن ليس على حساب دينى ودين أمتى ..
    أخى الكريم أشكرك - وأؤكد لك مرة أخرى - اننى لا اتوقف ولا أعبأ كثيرا بمسميات كالعلمانية والليبرالية والاشتراكية والقرآنيون والسنيون والشيعيون - كلها اشياء لا قيمة لها عندى لأنى لست الا باحثا صغيرا يريد ان يعرف الحق فيلزمه ..

    حسن عبد اللطيف

    ردحذف
  3. الاستاذ حسن عبد اللطيف يدعو الى عدم مشاركة العامة والدهماء في هذه المناقشة العظيمة ولست ادري ما هو المعيار الذي يقيس من خلاله ويحدد من هم الدهماء والعامة ومن هم النخبة والخاصة ! على اية حال لست بمعرض الدخول في مجادلة او حتى استخدام هذه العبارات الجارحة بحق جميع القراء حيث أربأ بجريدة شباب مصر ان تسمح لأي كان بوصف قرائها بالدهماء والتقليل من شأن المتحاورين ، ولذلك ما دام السيد حسن عبد اللطيف يعتبر غالبية القراء من الدهماء والعامة على حد قوله فيجب الامتناع اذا عن طرح هذه الموضوعات المستعصية على الغوغاء امثالنا! فلماذا اذا يتم نشرها على صفحات الجريدة!؟
    وفيما اعتقد يا استاذ حسن ان المعلقين الذين حاولت اتهامهم بأنهم من الدهماء لم يردوا الا بنفس الاسلوب على الكاتب وإني لأعجب لك يا أخي الفاضل كيف تثور وتغضب لمن ينتقد نوال السعداوي وأحمد منصور ، ولا تغضب لمن يتهم البخاري في شرفه العلمي والأدبي ويتهمه بالتدليس والتزوير صراحة كما يفعل كاتب المقال في مقاله هذا وفي غيره!
    أرجو من شباب مصر وهي الجريدة التي نحترم فيها احترامها لكتابها وقرائها على حد سواء وبغض النظر عن اية انتماءات عقائدية او فكرية او مذهبية ان لا تسمح بمثل هذا التعالي على الآخرين بطريقة لا تخدم الجريدة ولا الحوار بقدر ما تكرس لإقصاء الآخر وتحجيمه.
    وشكرا لجريدة شباب مصر ان تفضلت بنشر هذا الرد وكل عام وهي ودهماؤها الذين اتشرف بأن اكون منهم بخير.

    أحمد الشاذلي

    ردحذف
  4. هل تصبح جريدة شباب مصر ملتقى البشوات على يد حسن عبد اللطيف وغيره !! .. أم هل نسميها صالون بشوات مصر !! .. هل نعود لزمن التعالى والكبر والغطرسة والعنصرية بكافة أنواعها !! .. من فوزى فراج إلى مصطفى عبد العال إلى حسن عبد اللطيف إلى الكثير من "أهل المهجر" يا قلبى لا تحزن .. الدهماء والعامة وطوفان الجهل والقردة والغوغاء وكل الألفاظ التى يتلفظها أهل العقول "المستنيرة" خارج هذا البلد يقصدون بها بالطبع المساكين الذين يقطنون هذه القرية المسماة "مصر" وغيرها من النجوع المحيطة !!
    العلماء والجهابذة وأصحاب العبقريات المنشورة فى هذه الجريدة من "أهل المهجر" فى أمريكا وأوروبا هم الطبقة العاقلة الراقية بل هم البشر الذين تركوا هذه القرية لأمثالنا من غير البشر !! .. نحن سوقيون ومتخلفون لأننا نفكر من داخل مصر وهم علماء وعباقرة لأنهم يفكرون ويتفكرون وهم فى بلاد العم سام .. نحن متخلفون و "دهماء" لأننا نحافظ على ثوابتنا ولم نهرب معهم وهم أعقل خلق الله !! .. يا ترى لو حدث لنا لا قدر الله ما حدث للعراق هل سنرى هؤلاء قادمين خلف صفوف المحتل فينتشلوننا من مستنقعاتنا قائلين لقد أنقذناكم وبعدها ينسفوننا بدباباتهم ؟؟
    يا أخ حسن إقرأ تعليقك مره أخرى حتى يتبين لك كم التناقض فى الفقرة التى تقول فيها أننا جميعا نتعلم ثم الفقرة التى تقول فيها "الدهماء والعامة" والفقرة الأخرى التى تقول فيها "أما هؤلاء البلهاء الذين يسيطرون على الخطاب الدينى ويشوهون وجه الدين باسم السنة " ..
    أيها الجهابذة كفاكم غرور فأنتم أقل بكثير من أن تتعالوا على الجميع هكذا .. ما أنتم إلا بشر استخدموا عقولهم وقبلها ألسنتهم "أحيانا" بطرق صحيحة و"غالبا"ً بطرق معكوسة منحرفه من وجهة نظر الكثير منا ومن "الدهماء" !! تواضعوا لله حتى يرفع قدركم بيننا ونسمع ونقرأ لكم وإلا فستظلوا فى صالوناتكم المغلقة تلعنون من خارجهاويلعنكم من خارجها ..
    يا أخ حسن من الجهل أن يقول شخص "جهبذ" مثلك هذا القول:
    ""
    ولا حيلة لك أمام يفعله هؤلاء بأنفسهم وببلادهم - فالمسألة عندهم تصل الى حد التضحية بالنفس والولد !!
    يتحزم الواحد منهم بحزام ناسف ويقصد وجه كريم الى الجنة – فيفجر نفسه فى مستشفى ولادة أو حضانة اطفال مديرها كافر !
    الشكوى هنا ليست فقط من التفجيرات وما يصحبها من مآسى انسانية - ولكن الشكوى هنا وبالدرجة الاكبر من درجة الانحطاط الذهنى التى وصلت اليها مجتمعاتنا المتدينة ..
    ""
    فيصف حال مجتمع بأكمله به ملايين من البشر بأنه منحط ذهنيا لأن شخص أو 10 أشخاص أو ألف حتى فعلوا هذا الفعل .. فمن حقنا إذن أن نقول عن المجتمع الأمريكى أنه مجتمع الشواذ ومجتمع السفاحين والقتلة فنصف جميع الأمريكان بأقذر الصفات التى يكتظ بها المجتمع الأمريكى وغيره من المجتمعات الغربية .. حينئذ ستنضمون أيها المغتربين لقولنا هذا .. أليس كذلك يا أخ حسن !!
    قولوا ما شئتم فسيحاسبكم ويحاسبنا الله على كل كلمة تقال وسيكون الدهماء والعامة والمنحطين ذهنيا"كما تقول" حجة عليكم يوم القيامة .. حقوق العباد لا تضيع عند رب العباد يا أخ حسن .. الله يغفر لمن يشاء حين يتعلق الأمر بحقوق الله على عباده ولكنه لا يضيع حق عبد على عبد .. سيأتى يوم الحساب يا أخ حسن فيقتص منك هؤلاء الناس الذين قصدتهم بقولك فاحذر وراجع ما تقول فليس هذا من صفات من يبحث عن الحق كما تزعم .
    وأقول لك قولاً أخيرا .. بتعليقك أعلاه قد وضعت نفسك فى الدائرة مع هؤلاء "العامة الدهماء" ولم تختلف عن الذين تنتقدهم حينما يسبون ويلعنون ويقذفون الآخرين .. النتيجة فى النهاية واحده .. المزيد من الشتائم بأساليب مختلفه .. راجع تعليقك ستدرك ما أقول .
    نسأل الله الهداية لنا .. ونسأل الله أن يهدى كل المغترين بعقولهم ..


    مصرى والسلام ..

    ردحذف

من سيدخل الجنة

 جاء في التليفزيون المصري، في رمضان الحالي، أن المفتي السابق علي جمعة، يحدث الأطفال، فسألته طفلة، لماذا المسلمون فقط سيدخلون الجنة، وهناك أد...