الأربعاء، نوفمبر 04، 2015

في التجربة التركية

بداية فإني مقتنع أنه لا يمكن لشعب مسلم أبدأ أن ينهض و يحقق المجاح الدنيوي المأمول كما في أوروبا أو أمريكا او اليابان، إلا إذا كان هذا في إطار تمسكه بمنهج الله الذي هو دين الإسلام، و السبب هو أن تحول بلد مسلم إلى مستوى الحضارة الاوروبية بدون الإسلام، سيعني أن الدين لا داعي له، فبعدما حققوا مجدا بالدين فعرفوا الدين لا يمكن ان يحققول مجدا منجديد إلا من خلال الدين، إن دين الله ليس عبثا، فإما ان يتركوه تمام و يخرجوا من الإسلام فعلا و قولا فلا يكون لهم إلا نصيب الدنيا، و إما ان يلتزموا به كما أراد الله فيكون لهم نصيب الدنيا و الآخرة، و قد صنع الإسلام من العرب الأمة الامية الهامشية، أمة عظيمة حكمت العالم، ليعطي المثل على الطريق القويم، فليس منطقيا أن يسمح الله لمن عرف دينه ثم تركه أن يحوز ذات المجد، و غلا صار الدين عبثا لا داعي له

قال تعالى "كتب الله لأغلبن انا و رسلي" و قال " هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله" و ليس الإظهار ان يكون الإسلام هو السلطة بالتحديد، و لكن الغظهار يأتي في تفصيلات الحياة التي سيجد فيها غير المسلمين أنهم يتبعون قيما إسلاميا، مهما أطلقوا عليها من أسماء، فبذا يكون الإسلام ظهربقيمه على القيم و النظم الاخرى التي يضعها البشر

فلو عدنا لبلاد المسلمين، فنقول إنه لا امل لهم إلا من هذا الطريق، فإن هم عرفوا الطريق فأصروا على غيره، فلن يصلوا، لأن الكون كون الله، و لا يسير إلا بمشيئته

أما عن تركيا، فهي بعد لم تصل، و لكن التجربة فيها ملهمة تعلم أن الالتزام بالدين يقود إلا الاتجاه السليم، و فيها دروس و عبر لمصر ، لابد من التعلم منها، تعلم كيف ننقل مصر من انحطاطها على يد الحكم العسكري من دون تخريبها أو بدء الحرب فيها، ظني أن أردوغان و صحبه مسلمون متمسكون بدينهم، و لهذا أجرى الله على أيديهم النجاحات، و لا نريد في مصر إلا مثل هذا لنبدأ ثم نستمر عندما يتحول الشعب كبه إلا التمسك الحقيقي بدينه، و ليكن المعيار هو أن هناك سبيل الله و هناك السبل الأخرى، و لا عذر لأحد عرف سبيل الله أن يتخذ السبل الأخرى، و لا يجب ان يلوم إلا نفسه

 المقال التالي لا يعني الكلام المكتوب أعلاه، و لكنه في الموضوع و كذا الذي بعده


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من سيدخل الجنة

 جاء في التليفزيون المصري، في رمضان الحالي، أن المفتي السابق علي جمعة، يحدث الأطفال، فسألته طفلة، لماذا المسلمون فقط سيدخلون الجنة، وهناك أد...