الثلاثاء، يناير 20، 2009

ثمانية عشر يوما من الحب

قد انتهت هذه الأيام مخلفة وراءها كثيرا جدا من المشاعر، و ربما إنسانا جديدا

أفتقد ذلك الوقت الذي كنت أقضيه مستمعا إليها، مطلقا العنان لقلبي أن يتوق إلى لقائها، و غير عابئ بارتجاف أوصالي من إثارة لا توصف لذتها، كنت أحب للمرة الأولى، لا أمنع نفسي من الحب أو أحدها أو أحذرها، كنت أراها في كل ما حولي و لا يروح صوتها من أذني أبدا، فإذا ما أردت الحديث معها أهاتفها بلا تردد أو وجل، في أي وقت أردت، و بلا أن أدري ما قد أقوله، لأنني كنت أحمل في داخلي الكثير من المشاعر التي تعرف طريقها إليها، من غير معونتي .. كم الفراغ كبير بدون هذا الصوت و تلك الأحلام و التخيلات و الأماني، بل أحس أني سوف لن أشتاق إلى احتضان امرأة غيرها، فإن فيها، حتى في الخيال، لسحرا و جذبا و نبعا من الدفء و العبث و الجنون، و مساقط ماء منعش للأحاسيس، بارد و حار في الآن ذاته، و لألئ من أشعة سماوية تشبه إشعاعات الشمس و لكنها أجمل و أدوم في رقتها و عذوبتها .. إذا مددت يدي حولها، فكأنه العالم الغامض يتلوى بين يدي و البركان يهدر في داخلي، و أكاد أطير بها إلى أعلى جنة، و تسري في الروح بطاقة عظيمة، و كأن العالم لا يقدر أن يسعني، لكني في كل هذا لا أفضل إلا هذا البقعة الوحيدة من النور، المحاطة بالظلمة الجميلة من كل صوب، و كأنها طاقة إلى عالم الأحلام انفتحت أمام عيني، و التي أري فيها هذا الجسد الملهم لطاقة الحياة، تحوطه يداي ... و صاحبته التي غشتني الغش كله

صار للغناء صدي حقيقيا في داخلي، بل و أشاهد الأفلام الرومانسية .. و أفهم أكثر من ذي قبل، و لاشك أني لو قرأت الآن رواية لرأيت ما فيها رأي العين، فأما الصدى فهو حزن شديد و ألم و فراغ، و يخلف الفهم المثل من الأحاسيس، لقد عبرت إلى مدى جديد قد طالما ظننت أني عرفته

لقد أعادني ما رأيت لأسأل هل أنا أدري أي امرأة أريد، هل ستكون مثل تلك المتزنة، الساعية لأعلى الدرجات العلمية بلا كبر أو شيئ منه، بل هي وديعة و حقيقية... أم مثل هذه الممتلئة بالحياة، بل الملهمة لطاقتها كما قلت، و التي تسعى و راء كل الاستمتاع بالحياة أكثر من غيره؟ .... أراجع نفسي، فقد صار الأمر الآن أصعب أن أرى من لا غبار عليها من الفتيات فأقول هي هذه، كيف سيمتلئ هذا الفراغ؟ لا أريد امرأة أحبها لأنها زوجتي أو أنها ستكون، بل أريد أن اتزوجها لأني أحببتها .. و ليس هذا القول جديدا، أظنني حدثت به نفسي من قبل، منذ سنين كثيرة، قد تجدد الآن و عن وعي بمعناه و مقتضاه

و هل ظلمتها؟ .. إنها ضحية على أي حال، و لكن من الضحايا من هم يختلفون عن البقية من الضحايا، منهم من يعلمون قسوة الواقع فلا يردعون أنفسهم، فهل نحييهم على قوتهم، أم أنها ليست قوة بل نزق و طيش و هوى مستحكم في أفعالهم؟ لاشك أني لست أهلا للحكم الآن، غير أن ما يؤلمني هو أنني كنت هدف الخديعة، فهل كان سيحدث أن تحدثني بشيء؟ أقول لا أعرف بينما أنا لا أظن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من سيدخل الجنة

 جاء في التليفزيون المصري، في رمضان الحالي، أن المفتي السابق علي جمعة، يحدث الأطفال، فسألته طفلة، لماذا المسلمون فقط سيدخلون الجنة، وهناك أد...