السبت، يناير 24، 2009

حــــلم

كان مساءا ... اقترح أحدهم : هل نذهب إلى هذا المولد .. فوافقوا و وافقت مثلهم، و لا أعلم أين هو، و لا أنا رأيت مولدا من قبل

ضمتنا في الحال سيارة ، و كنت أجلس ثم اكتشفت غرابة مكاني ، أنا في موضع مظلم و السائق خلفي ..!!. كنت وحدي ؛ ليس مقعدي من بين بقية المقاعد .. و السيارة كانت صغيرة ، سألت فيها أين المولد فكبرت السيارة !! … و السائق طالبني أن أجلس حتى يستطيع أن يرى الطريق أمامه .. و أريد أنا أن أتابع ضوء السيارة على الطريق و أريد أن أنظر للأمام و قد شغلني أن أتملى هذا الطريق ، فهو مظلم للغاية و يحفه الشجر من الجانبين و نور القمر خلف الشجر يزيده رهبة .. و أيضا رفقاء هذه الرحلة ليسوا حولي بل ورائي .. و للعجب ، أنا لا أرى داخل السيارة .. هم جميعا هناك .. سمعت فقط أصواتا ، حتى حسبت أنهم ليسوا موجودين و إنما أنا الذي تخيلت وجودهم ، ثم إنني لابد أن أجلس من أجل هذا السائق الذي مازال يلح على جلوسي فلا أستطيع أن أتلفت للبحث عنهم بدقة

و يبدو أنهم قد وجدوني ! .. قد جاءوا بخبز .. فقط خبز .. فأخذت منهم .. شاركت في الرحلة إذن ..أجل .. أكلت بكل سرور و لكنهم لم يأكلوا .. لا أشعر أن أحدا أكل شيئا .. ماذا يصنعون هنالك ؟.. أنظر فلا أرى

حين أرادوا النزول تحيرت ... الباب بجانبي، و اتجهت نحوهم لأخرج فأصبت بالحيرة .. و الباب بجانبي أنا، و لكننا نزلنا ، فإذا هي ساحة يحيط بها الشجر و هناك أناس و بعض النور .. و النور هناك فقط ليس في ساحتنا .. نور الساحة خافت و ليس من المصابيح .. ولا أكاد أحدد مصدره

تفرقــوا

أحمد نادى : أميرة !!.. فأمسكت أميرة أمامه بطرف حبل .. و ذهب أحدهم و قفز ووقفت أنظر .. وضعت بقية خبزي على خبزهم حيث وضعوه ثم عدت أقف و أنا أبتسم و فكرت كيف أدخل اللعب ، أريد اللحظة المناسبة للتدخل ..

أعتقد أنهم يضحكون .. أسمع ضحكا متطايرا متقافزا مع حركة اللعب ..هم ستة أو سبعة .. لعب الستة كثيرا و ربما ظهر سابع واختفى .. تمادوا في اللعب بكل شكل و فعلوا كل ما يمكن فعله بهذا الحبل ، حتى قد كتفوا أحدهم .. وابتسمت دهشا من هذا بينما أتلفّت بدون اهتمام بحثا عن الآخرين ، لا أحد هناك يبدو لي

عدت لهؤلاء الذين يلعبون فوجدتهم قد أتوا على اللعبة الأولى .. فعلوا كل ما يفعل بالحبل لعبا و معاكسات ..و اكتفوا راضين عن هذا … تمليت أميرة ، و هي لم تتجاوز مساحة صغيرة من الأرض في حركاتها و لم تجر أو تتنقل كثيرا .. و مع هذا فقد كانت ذات أقوى حضور ، أشعر أنها محور تحركاتهم .. فستانها هذا لم أره من قبل .. وددت لو حللت محل أحمد ممسكا طرف الحبل أمامها لنحكم اللعب معا .. أنا و هى .. نتحكم فيمن يقفز أو يشترك ... ثم عدت من هذه الأمنية لأراها في جهة من الجهات مع بعضهم .. ثلاثة تجمعوا معا في ناحية و أميرة معهم ؟؟!.. أميرة تمنحهم قبلا في الهواء ..!!.. كأنه بعض اللعب .. بحركات رقيقة .. أو تومئ بدلال .. كأنما تكافئهم على أن لعبوا معها !.. يالها من مفاجأة لم يكن ليصل إليها خيالي ... أسعدني هذا ثم حز في نفسي بحدة .. و أقلقني .. التصقت قدماي بالأرض .. ثم عاد و حز في نفسي و أهمّني .. هي تضحك .. ضحكة مطايرة مع الهواء .. خفت أن تراني واقفا أنظر ، فأخذت لقمتي و مشيت قبل أن تلتفت فتجدني ... ولكن إلى أين ؟؟! ... فصحوت

فبراير 1990

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من سيدخل الجنة

 جاء في التليفزيون المصري، في رمضان الحالي، أن المفتي السابق علي جمعة، يحدث الأطفال، فسألته طفلة، لماذا المسلمون فقط سيدخلون الجنة، وهناك أد...