الخميس، سبتمبر 10، 2009

مصر في عمارة يعقوبيان 1



نشر هذا المقال في شباب مصر الإلكترونية في يوليو 2006 و يمكن مطالعته في العنوان التالي:

http://www.shbabmisr.com/XPage.asp?browser=View&EgyxpID=7007

أبرز ما يلفت الاهتمام في رواية "عمارة يعقوبيان" هو أن الكاتب لم يستخدمها ليفرض آراءه الخاصة ، أو ليضع نظريات أو مبادئ للآخرين ، و ذلك رغم التلميحات أحيانا ، التي تجعل القارئ ينتبه إلى فكرة ما ، دون أن تحاول أن تدفعه نحو موقف أو رأي بعينه .. و لذا فقد جاءت الرواية غنية لدرجة بعيدة جدا بالتفاصيل ، و كأنها فسيفساء للحياة .. لا أعرف عملا آخرا احتوى كل هذه العدد من الشخصيات و الخيوط الروائية معا .. و يشهد على رغبة الكاتب في أن يصور في روايته أوسع صورة ممكنة للحياة في مصر (كما رأها هو) أن بعضا من هذه الشخصيات لا علاقة لها ببعضها البعض ، فشخصيات زكي و حاتم و عزام و طه و فكري عبد الشهيد و شنن ، و هي أبرز أشخاص القصة على ما أري ، لا تلتقي أبدا و لا يوجد بينها أن نوع من التداخل ... فلا يربط بينهم إلا أنهم عاشوا في هذه العمارة .. و كأن الكاتب أراد القول إن هذه هي مصر و هؤلاء هم المصريون كلهم.

و رغم الصدمة من مستوى الفساد الأخلاقي في أشخاص الرواية ، فإن القليل من التفكير يذكرنا برواية إبراهيم أصلان "مالك الحزين" التي صورت العلاقات المتداخلة بين سكان حي الكيت كات و كان أبرز ما فيها (على الأقل كما قدمها فيلم الكيت كات قبل عشر سنوات) كان تلك العلاقات الجنسية بين مختلف الأشخاص ، و تعاطي المخدرات المنتشر ببساطة ، ، و نوع من الأخلاقيات المرفوضة و التي استطاع الرجل الكفيف في الفيلم أن يراها و كأنه هو الوحيد الذي يرى ، و كأن الكاتب يقول إنها ظاهرة كالشمس و لكن لأننا جميعا مشاركون فيها فنحن لا نريد أن نراها .. و ننافق أنفسنا.. و أذكر أن الترحيب بفيلم الكيت كان حارا للغاية ، لدرجة أن اعتبره البعض " شمسا أشرقت على السينما المصرية" ..

و لو تحملنا الذاكرة إلى أعمال أخري نجد "شباب امرأة" ، و فيها أيضا الرجل المخمور و الشاب الساذج ، و المرأة الطاغية ، و سكوت بعض الناس عما يجري من فساد حولهم (في صورة تلك العلاقة بين الشاب و المرأة) .. و رغم أن القصة نفسها يلفها إحساس الشاب المستمر بالذنب مما وقع فيه ، فإن الفيلم المأخوذ منها تجاهل هذا الإحساس ، و قدم الأحداث بشكل جذاب للجمهور ، و تم اعتبار الفيلم واحد من أكثر أفلام السينما المصرية "واقعية" ..

و لكن هناك فرق بين عمارة يعقوبيان ، و بين مالك الحزين و شباب امرأة ، فالأخيرتين فيهما حالة لشخص ، أو بعض أشخاص معدودين ، بينما قدمت عمارة يعقوبيان عددا كبيرا من الأشخاص ، و بتنوع هائل ، كان الغرض منه تقديم مصر كلها ، لا حي من الأحياء و لا شخص من الأشخاص ، و رغم أن مالك الحزين تصور العلاقات في حي من الأحياء ، إلا أن ما جاء في "عمارة" يعقوبيان أوسع مدى و أبعد عمقا مما جاء في "حي" الكيت كات .. و نكاد لا نرى أشخاصا أسوياء في عمارة يعقوبيان (إلا البواب على ما أظن) ، بينما يمكن العثور على بعض الأشخاص الأسوياء في مالك الحزين ... فهل الفرق هو أن الكيت كات حي مصري خالص ، بينما عمارة يعقوبيان هي عمارة قد أنشأها أرمني على الطراز الأوربي ليعيش فيها الناس ذوي الثقافة الأوربية كما لو كانوا في أوروبا ، رغم أنها في قلب القاهرة؟

فمن أوضح معالم الرواية هو كون عمارة يعقوبيان نسخة من عمارة أخرى في الحي اللاتيني في باريس ، و أن سكانها الأوائل كانوا من "المتفرنجين" أو ذوي الأصول غير المصرية ، و قد عرض الكاتب باختصار تدهور سلوكيات و أخلاق المصريين موازيا ذلك مع تغير سكان العمارة تدريجيا من سكانها الأوائل ذوي الثقافات الأوربية إلى مصريين خالصين لم يخرجوا من مصر من قبل ، كان أبرزهم عدد من الضباط الذين وصلوا إلى العمارة بما منحتهم لهم الثورة من سلطة و قدرات ، أو أولئك الذي اغتنوا بشكل غير معروف و أمكنهم المال الوفير من أخذ الأماكن التي كانت لأبناء الطبقات الراقية ذوي التعليم الأوروبي من قبل ، الذين هاجروا من مصر بعد قيام الثورة ، تاركين أماكنهم للمصريين ...

و مما لاحظه الكاتب أن السكان الأصليين كانت سلوكياتهم راقية و تحترم الخدم على سبيل المثال ، فهم مثلا ما كانوا ليرضوا أن يبيت الخدم في تلك الحجرات المعدنية الضيقة على سطح العمارة ، بينما لا يجد المصريون الذي سكنوا العمارة من بعد رحيل السكان الأوائل ، أي مشكلة في هذا ، بل إن صاحب العمارة الأرمني عندما ترك مصر و أوكل العمارة إلى محام مصري (فكري عبد الشهيد ) فإن هذا سمح بدمج تلك الحجرات المعدنية مع بعضها ليسكن فيه البعض ، في ظروف غير آدمية أحيانا ، و بالطبع لأنه يحقق مكاسب لنفسه هو عن ذلك الطريق .. و من الأمثلة أيضا أن السجار الذي كان يدخنه زكي بك في الماضي كان ممتازا بينما الذي يستطيع الحصول عليه حاليا هو المصري الكريه الرائحة و السيئ الطعم ... أيضا فنحن نجد بأشد ما يكون الوضوح أن سلوكيات زكي (زير النساء) العجوز المتصابي ، هي سلوكيات راقية ، حتى أن بثينة البنت المطحونة ، لم تجد الشعور بالأمان و الحنان إلا معه ، عندما دخلت شقته بحجة العمل كسكرتيرة (بينما هي مدفوعة ، من ملاك الترزي و أخيه أبسخرون خادم زكي ، لتساعد في الاحتيال على الرجل من أجل الاستيلاء على شقته) .. و بالطبع هي وجدت هذا الشعور الذي حرمتها منه ظروف حياتها الصعبة ، عندما استجابت لرغبة العجوز المتصابي الجنسية ... و نجد هنا تباينا شديدا ، فأم بثينية التي مات عنها زوجها و اضطرت للعمل كخادمة ، قد شجعت ابنتها بشكل غي مباشر على أن تتجاوب مع نزوات صاحب المحل الذي كانت تعمل فيه قبل أن تعمل لدي زكي ، إذ قالت لها" .. إن البنت الشاطرة تحفاظ على نفسها و على فلوسها" .. و لم تذكر الرواية أي شيئ عن قلب الأم و هي تقول هذا القول !! .. و لكن الرواية ذكرت أن صديقة بثينة التي تعمل في نفس المحل هى التي علمتها كيف تحول هذا القول إلى عمل و بينت لها أن كل الأخريات يفعلن ذلك ، و لقد تعلمت بثينة الدرس ، و رأيناها تقول لزكي و هما على الفراش " خد بالك .. أنا لسة بنت " .... و زكي قد درس و عاش في فرنسا و عاد إلى مصر و مازال يعيش و كأنه في فرنسا ...

أما حاتم رئيس التحرير الناجح لصحيفة فرنسية تصدر في القاهرة ، فإن أمه فرنسية ، و أبوه مصري ، و رغم أن أمه كانت من الطبقة السفلى الفرنسية فإنها كانت تتعالى على الوالد عندما عاشوا في مصر ، و هذا الوالد هو من أعلام القانون المدني المصري ... و لقد اهمل الاثنان تربية الولد و تركاه للخادم إدريس و الذي تمكن من إغوائه (بسهولة في الحقيقة) ليمارس معه الشذوذ ، و نشأ حاتم شاذا ، و إن كان كاتب الرواية صوره بصورة راقية تبتعد عن أي مظهر من مظاهر الشاذين الآخرين المقززة ، كما وردت عندما كان حاتم يدخل أحيانا ذلك البار الذي يرحب بالشاذين في قلب القاهرة ، و هؤلاء بالطبع من المصريين الذي لم يتعلموا أو يعيشوا بالخارج كحاتم .. بل إن صاحب البار ذي الأصل الأوروبي كانت له مبادئ لا يتهاون فيها ، فهو لا يسمح في باره بأن يسلك أي مرتاد أي سلوك خارج مع رفيقه ، و إلا فإن الطرد هو الذي سيحدث ... و حاتم حتى في عمله الذي جائت ملامح منه في غاية النجاح و الاتقان ، و لولا شذوذه الجنسي لكان الإنسان المثالي .. و عندما تعرف على "عبد ربه" الصعيدي المجند بالأمن المركزي ، و اتخذ منه رفيقا لشذوذه (و حاتم بالمناسبة سلبي الشذوذ) .. فإنه كان يحسن إلى هذا الشاب الفقير غير المتعلم إلى أقصى الحدود ، حتى أنه اشترى له كشك ليعمل فيه ، و أسكنه على سطح عمارة يعقوبيان ليكون بجانبه ... و عبد ربه كان متزوجا ، و أحست زوجته بما يجري مع حاتم و ألمحت إليه و لكنها لم تفعل إلا أن دعت الله أن يتوب عليهم من حاتم و من أشغال حاتم .. لا أكثر .. و لم يحدث منها أي رد فعل إلا بعدما مات طفلها الرضيع بسبب الجفاف ، إذ أصرت أن يرحلوا عن هذا المكان بعيدا عما جلب عليهم غضب الله ، و وافقها عبد ربه و رحلوا ، مما ترك حاتم في أسوأ أحواله ، و كاد أن يدفعه إلى العودة إلى تلك البارات ليجد له رفيقا أخرا .. و لكنه عثر على عبد ربه بعد بحث طويل ، و أقنعه أن يمضيا معا ليلة واحدة و حسب ، تكون الأخيرة ، و لكن هذه الليلة بالتحديد انتهت بمقتل حاتم على يدي عبد ربه ...

و مما يلاحظ أن سكان السطح من المصريين المطحونين ، كان يعلمون بكل من يجري لكل منهم بتلك الحاسة ، و على أساس أنه "مافيش حاجة بتستخبى" ، فهم يعلمون ما بين عبد ربه و حاتم ، و لكن لما مات ابن عبد ربه فلق واسوه أشد المواساة ، بل إن منهم ممن يملك أجهزة التسجيل قد وضع أشرطة القرآن فيها ، كنوع من المشاركة .. و هم يعلمون سلوكيات شنن صاحب محل الملابس الذي تعمل عنده بثينة ، و يعلمون ما تفعله البنات اللاتي يعملن عنده و منهم بثينة ، بل إن أم بثينة تعرف ، و لكن لا أحد يتكلم في هذا ، و الكل يترك الحياة تسير ، فالجميع مطحون ...

غير أن البعض يجد الأساليب للاستفادة من جو الفساد القائم ، فنجد ملاك و أخيه أبسخورن يتقربان من بثينة ليستخدماها في حيلتهما للاستيلاء على شقة زكي ، و ما دفعهما إلى ذلك هو علمهما بما تفعله بثينة و الأخريات مع شنن ، فكانت الخطة هي أن يقدماها إلى زكي كسكرتيرة ، و هما يعرفان تماما ما الذي سيقع ، فإن أبسخرون خادم زكي يعلم كل شيئ عن علاقاته النسائية ، و نزواته و هو موضع ثقته المطلقة لأنه لا يعلق و لا يتدخل ، و يعلم ما سيكون مع بثينة ، و قد وافقت بثينة على هذا الأساس ، و لذلك فعندما قال لها زكي "بود و احترام" هل يمكن أن يطلب منها شيئا فقد قالت له : تحت أمرك .. إن كان في يدي فسأفعله .. و لذلك فقد أخذ بيدها بين يديه ، و دخلت الخطة بذلك حيز التنفيذ ... و لكن رقته و رقيه منعتا بثينة من الإكمال ، فألغت الاتفاق مع ملاك ، و للمفاجأة فإنه قال لها " خلاص .. شكرا" ، و كأن شيئا لم يكن .. و كأن فرصة للاستيلاء على شقة من عشر حجرات لم تضع منه ... و لكننا نجد بعد قليل أن البوليس يقتحم الشقة على زكي و هو عار مع بثينة على الفراش ، و رغم أن دولت أخت زكي كانت هناك مع البوليس ، فلاشك أن أبسخرون كان المخطط لهذا الأمر ..

أما المصري البارز ، فهم الحاج عزام ، الذي بدأ ماسح أحذية ، ثم اختفى سنوات و عاد و هو في زمرة المليونيرات ، و قال كاتب الرواية إن الناس يقولون إنه دخل السجن بعدما سرق ، أو أنه تاجر في المخدرات ، و لكن الكاتب لم يشر و لو بتلميح إلى كيفية تحوله هذا ، و هو أسلوب الكاتب على مدى الرواية ، فهو لا يحدد أي شيئ و لا يحكم على أي شيئ ، ربما لأنه أراد أن يعمم شخصيات القصة ، فالتفصيلات عنده ليست الأساس و لكن نوعيات الشخصيات هي الغرض ، و أيا كان أسلوب فساد عزام ، فهو لا يهم ، فالمهم هو أن الفساد أصبح ممكنا و هو طريق الوصول إلى السلطة ... و لقد جائت فكرة السلطة إلى عزام ، فقرر أن يدخل مجلس الشعب ، فاتصل بالفولي ، الوزير البارز ، أمين التنظيم في "الحزب القومي" ، و الذي قال عنه كاتب الرواية إنه نشأ في المنوفية ، و ارتقى بكفائته و مهارته ليكون المهيمن على الحياة الحزبية ، فلا يدخل أحد البرلمان إلا بموافقته .. و لقد دفع عزام مليون جنيه ثمنا لدخوله البرلمان و دخله ... و بعد الدخول نجدنا امام مستوى آخرا من الفساد ، فعزام فوجئ يوما بالفولي يطالبه بنسبة 25% من الأرباح عن توكيل سيارت جديد ، مما أصاب عزام بالهلع ، فإن 25% تصل إلى 75 مليون جنيه سنويا ... و حاول مع الفولي الذي غضب ، و قال له إن هذه هي طلبات الرجل الكبير ، فطلب عزام طلبا بعيد المنال و هو مقابلة الكبير ، إذ من الممكن أن الفولى يستخد أسمه بدون علمه ، فأراد التأكد من أن هناك كبير بالفعل في الأمر ، و قد حصل على هذا اللقاء ، فلم يكن إلا دقيقة واحدة ، و من خلال كاميرات ، لا لقاء مباشرا ، قال فيه الرجل الكبير (جمال بركات ... و هو اسم في غاية الإيحاء) إن هذه النسبة عامة للجميع فهو يشارك الكل ، و في مقابلها فإنه يمنع الضرائب ، و الرسوم و الجمارك ، و كل ما تتدخل به الدولة في الأعمال ، و قال إنه يجب على عزام ألا يتكلم كثيرا ، لأنه يعلم أن أمواله قذرة ، من المخدرات و غيرها ، و لا يجب بالتالي أن يثير حول نفسه المشكلات .. و انتهى اللقاء .. و هكذا تحمي قمة السلطة الفساد

جانب آخر من حياة عزام هي أنه من كبار المحسنين و المتبرعين للأعمال الخيرية ، و في الحقيقة فلولا مصدر أمواله المشكوك فيه لكان مثالا يحتذى ، و هو له علاقة حميمة بالشيخ السمان ، و هو على ما يبدو من العلماء المقربين للحكومة ، إذ كان له دور كبير ، في تهيئة الناس لتقبل تعاون مصر و غيرها من الدول العربية مع الأمريكيين في الحرب ضد العراق ، و هذا الشيخ أقنع عزام بأنه يمكنه الزواج بزوجة ثانية ، عندما هاجمت عزام تلك الأحلام و الرغبات في الجنس ، و قد فعل و تزوج من أرملة (في الحقيقة هي زوجة من الأسكندرية ذهب زوجها للعراق و لم يعد و حكمت لها المحكمة بالطلاق للغياب الطويل) .. و كان الزواج موفقا ، فقد كانت الزوجة طيبة و راضية ، و خلت من الشر ، و لكنها لما حملت و أخبرت زوجها ، فقد أحضر لها الشيخ السمان ليقنعها بإجهاض نفسها ، على أساس أن الجنين مازال في أول شهرين ، و لكنها أهانت الشيخ و الزوج و ثارت أيما ثورة على هؤلاء الذين يخالفون الله بقتل جنين برئ فتركوها على نية مبيتة ، و في الليل إذ شعرت أنها أكثر قوة بما فعلته فوجئت بالباب ينفتح و يدخل منه أربعة رجال أشداء حقنوها بما أفقدها الوعي ، لتفيق في الصباح في مستشفى ، يقال لها فيها إنه أصيبت بنزيف ، و أن الجنين سقط ...

و هذا يأخذنا إلى عنصرالدين في الرواية ، فإن له مكانا منها كبير و على مستويين ، فالأول هو وجود الشاب طه الذي انضم إلى إحدى الجماعات في الجامعة و شارك في اغتيال ضابط شرطة ، و هذا المستوى في هذه الرواية أنضج من غيره مما يظهر في أعمال أخرى .. أما المستوى الثاني فهو دور الدين في حيوات هؤلاء الأشخاص .. أو في حياة المصريين كما جاءوا في الرواية ، و هناك الكثير مما يمكن ان يقال في هذا الأمر ، تعليقا على هذه الصورة التي ترسمها الرواية لمصر ... و لكن ذلك يستحق مقالا آخرا .. يكون فيه التعليق على ما توحي به روايةعلاء الأسواني هذه عن مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من سيدخل الجنة

 جاء في التليفزيون المصري، في رمضان الحالي، أن المفتي السابق علي جمعة، يحدث الأطفال، فسألته طفلة، لماذا المسلمون فقط سيدخلون الجنة، وهناك أد...