الأربعاء، يناير 19، 2011

عرس تونس - قصيدة للشاعر الفلسطيني د. أحمد حسن المقدسي

 رغم  أن البادي أن هو الإنجاز التونسي يجري الالتفاف عليه و تفريغه من مضمونه، بتعيين حكومة من أبناء العهد البائد الذين  كانوا أيدي الرئيس السابق في بطشه، فإنه لابأس من الاستمرار في الفرح بهذا الحدث، و لعل قول الشاعر يصدق إذ يقول


الـــيوم َ يسقـُـط ُ مِــن ْ أصنامِـنا صـَــنـَم ٌ وكــــل ُّ طاغـِـــية ٍ فــــي الـــــدَّوْر ِ ينتـــظِر 




إن ْ رُمـْـت َ تعرف ُ كيف الشعبُ ينتصر ُإذهـــب ْ لتونـــــس َ .. فيها العِــلم ُ والخـَـــبَر ُ

بشائر ُ السَّـــعْـد ِ في الآفاق ِ باسِـــــمة ٌ تـُـبَــشِّـر ُ الــــشعب َ أن الظـُــــلم َ ينحـَــــسِـر ُ

أسْــرَجْــت ُ خيلـي إلى الخضراء مُرتحلا ً والقلــــب ُ فــــوق َ قِـــباب ِ القــدس ِ مُنـْتـَظِـر ُ

وجـِـــئت ُ أطلب ُ حـُــلـْما ً كـِـدْت ُ أفـقِـدُه فـــي زحـْـــمة ِ القِـــمَم ِ الجـــــوفاء ِ ، ينــــدثر ُ

حامــــت ْ طيور ٌ من الأشـــواق ِ تحملني إلـــيك ِ، حـــيث ُ لــــديك ِ الحـُـــلـْم ُ والــــزَّهـَـر ُ



دم ُ العـــزيزي ْ بـهــــذا النصر ِ بـَشـَّـــرنا فــــهل رأيــتم ْ دمــــــاء ً .. كـُــــلها بـُــــشـَر ُ

تفنـى الجـُـسوم ُ بـقــبر ٍ حـين َ تــسْـكنه والـــــذكرُ بــــاق ٍ مـــع الأيـــام ِ ، والفـِــــكـَر ُ

لــو الخلـود ُ لأمـْـــر ِ الناس ِ مـَــرْجــِـعـُـه ُ لاسـْـتـقبل َ القبـر ُ بالأزهار ِ مـَــن ْ قـُـــبـِروا


إنـْـــهَض ْ مُحــمد ُ * أنــت َ اليوم َ رايتـُـنا فـــإن َّ مِـــثلك َ لـــم تـُــخلق ْ لــه الحـُــــفـَر ُ

يا شـعب َ تونـس َهــذا العُــرْس ُ عُرسُـكـُم ُ يُـــشاغِـل ُ الكــــون َ بالأفـــراح ِ ، فافتخـِــروا

يا ســـــيد َ النــــصر ِ أنـــت َ الآن َ ســـيدُنا قـُـــدْنا .. فنحــن ُ دُمــى ً أودى بـها الـسَّــفر ُ

ونحـــن ُ قبـــلك َ عمــــيان ٌ بـِلا بـَـــصَر ٍ ونحـــــنُ بـــعـدَك َ فـُرســان ٌ لـهـا بـَـــــصَر ُ



ألـــيوم َ يسقـُـط ُ مِــن ْ أصنامِـنا صـَــنـَم ٌ وكــــل ُّ طاغـِـــية ٍ فــــي الـــــدَّوْر ِ ينتـــظِر ُ

أيــن القصــور ُ وأيــن الجــاه ُ يملـؤها ؟ والعــرش ُ أيــــن َ ، وأيـــن التــاج ُ والخـَـــفـَر ُ

أليـــوم َ أحــــذية ُ الأبـــــطال ِ تـَــــسحَقـُها  وثـــــورة ُ الـــشعب ِ لا تـُــبقي ولا تــــــذر ُ

في وجهه ِ ضـاقت ِ الـــدنيا بمــا رَحُــبَت ْ لـــو فـــيه ِ ذرَّة ُ كـِـــبْر  ، كـــان َ يَنـتـَحِر ُ


طـال َ الضياع ُ فـَمـَـن ْ للخــيل ِ يُـسرجُها وشــِـــلـَّة ُ الحـُـــــكْم ِ بـالإذلال ِ تـفتـَـــــخِر ُ

هـــذي الزعــامات ُ للأعــــداء ِ حاضِــــنة ٌ علـى الـشعوب ِ بـِسيف ِ القــهْر ِ تنتـــصر ُ

مِــن المُــحيط ِ إلــى الصــحراء ِ مَـهْـلـَكـَة ٌ وطـُــــغـْـمة ٌ بـِثياب ِ العـُـــــهْر ِ تــــستـَتـِـر ُ



عــوائل ُ الفـُـــجْر ِ والتعـــريص ِ ســــادرة ٌ في فـُــجْرها وجمــيع ُ الـناس ِ تـُحـْتـَـضـَر ُ

يُحَـدثونـك َ عـــن ْ شــعب ٍ وعــن دول ٍ والناس ُ عـَــشـَّــش َ فـي أمعائها الطـَّـفـَر ُ

ما أسوأ َ العـيش َ في أرض ٍ يَسوس ُ بها تـَــنابـِل ُ القــوْم ِ .. والخـصيان ُ .. والـبَقـَر ُ

مِن ْ نصف ِ قـرن ٍ مضى والكـُـل ُّ ناصِحُهم لكـنـَّهم كـَـبـِغال ِ الحـَــقل ِ مـا اعـْـتـَـبـَروا

فالكـُــل ُّ يحـمِل ُ خـُـــفـُّـا ً فــوق َ رقـْـبَـتِـه ِ ولو رَعـَـوا خمْس َ غـَنـْمات ٍ لما قـَـدِروا


يا شعب َ تونس َ أنـت َ اليـوم َ تصْــنعُنا عـَلـَّمـْتـَـنا أن َّ لِــص َّ الحـَـي ِّ يزدجــــر ُ

مـِــن ْ بـَـوْح ِ فـجرك َ أنـسام ٌ تـُـــظلـِّـلـُـنا ومِـن ْ سـمائك َ هـَـل َّ الشـمس ُ والـقـمر ُ

مواسِـم ُ الخـير ِ لاحــــت ْ فـي مَـــضارِبـِنا ما أروع َ الفـــجر َ.. والأوثــان ُ تـندَحـِر ُ



مـتى سـَــتـَفـْـتـَرس ُ العـــدوى مَـفاصِـلـَـنا  وفي مَـفاصـِل ِ باقـي العـُـرْب ِ تنتـَـشِر ُ ؟؟



شعر د. أحمد حسن المقدسي



منقول من جريدة عرب تايمز  




هناك تعليق واحد:

  1. نعم أنها لفرحة غامرة علي كل أنسان مقهور مزلول ولكن ماذا بعد هذا التغيير كيف ستصمد تونس بدون حرب أهلية أو مناذعات داخليةوتستقر الأوضاع هناك هذه هي فعلاً الفرحة الأكيدة عند أستقرار الأوضاع هناك بتونس

    ردحذف

من سيدخل الجنة

 جاء في التليفزيون المصري، في رمضان الحالي، أن المفتي السابق علي جمعة، يحدث الأطفال، فسألته طفلة، لماذا المسلمون فقط سيدخلون الجنة، وهناك أد...