جائت الثورة السورية مختلفة عن السابقات لها، في عنصر محدد و هو عدم الاتفاق على أنها ثورة فعلا، و السبب غالبا هو التأثير المتوقع لسقوط نظام الأسد الحاكم، و هو تأثير واسع المدى، أول عناصره أن لا تجد حركة حماس الفلسطينية مقرا تأمن على نفسها فيه، و قد غادرت سوريا بالفعل أو كادت، فهل تذهب إلى الأردن أو إيران أو أنها ستذهب إلى مصر؟
الأردن ليس احتمالا و إيران بعيدة و الحرب عليها تتجمع في الأفق، أما مصر فليست في وقتها المناسب بعد
و لأن إسرائيل ترى ذلك فإنهم قد شرعوا بالفعل في التعدي على المسجد الأقصى، فهم يرون أن هذه هي الفرصة الأنسب، و أن أحدا لن يردهم، كما أن أحدا لن يحاربهم إن هم هدموا المسجد الأقصى
ففي الحالة السورية، من المطلوب أن تستمر المجازر، و لابد من أن تتطور إلى حرب أهلية طويلة المدى، ستكون من نتائجها كتابة الفصل الأخير من القضية الفلسطينية، بهدم الأقصى، و ترك الفلسطينين يعيشون إن أرادوا في مستعمراتهم في الضفة و غزة بلا حماية، و لا ملجأ
إن وجود سوريا بنظام حكمها كان مهما و كان يقدم نقطة ارتكاز لتحرك الفلسطينيين و الإيرانيين و لبناني حزب الله، أما الآن فعندما سنقوم الحرب الأخيرة هل ستكون مصر فيها أم من الذي سيحارب إسرائيل و أمريكا؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق