الأحد، يناير 08، 2017

خواطر الشعراوي الميسرة - 4

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

إذا كنا نريد أن نعيش القرآن و أن نحيا الكتاب، فإننا لا نطمع في أن نفسره لأن تفسير القرآن متروك للزمن إلى أن تقوم الساعة، و إننا نؤثر أن نقول إن كل مفسر[1] يحوم بخواطر إيمانية حول القرآن الكريم، فإذا ما أردنا أن نحوم بخواطرنا الإيمانية حول القرآن الكريم، نجد أن القرآن الكريم ذاته طلب من أي مؤمن حين يقرأ القرآن أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"[2]، أي إذا أردت و اتجهت نيتك إلى أن تقرأ القرآن، فقدم لذلك بأن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، و الاستعاذة طبيعية لأن معوقات المنهج عند الإنسان المؤمن إنما هي من عمل الشيطان، و للشيطان عداوة مسبقة مع الإنسان منذ آدم.

و إذا كان الشيطان ممثلا في إبليس قد عصى الحق بهذه الصورة، فإن الحق سبحانه و تعالى قد أعلن طرده من رحمته و سماه رجيما، أي مبعدا، و كلمة رجيم تحذير من الله تعالى لنا، أن إياكم أن تتصوروا الشيطان عاصيا ربما أقبل توبته، و قد يحسن ظنكم به، فتنخدعوا بما يزين لكم، فأمره قد انتهى و فُصل فيه، أي يريد الحق أن يقطع حسن الظن بوسوسة الشيطان، لأنه ليس عاصيا فقط بل عاص حكم الله عليه أنه مطرود من الرحمة، و عاص قد أقسم فقال لأغوينهم أجمعين، فهو مصر على أن يغوي بني آدم، مما يستلزم من الإنسان و قد علم عداوته أن يستعيذ بالله منه و يحتاط.

فرق بين معصية آدم و معصية إبليس

و إن آدم عصى و الشيطان عصى، لكن معصية إبليس معصية في القمة، ترد الأمر على الآمر، تقول كلا لا يصح أن تأمرني بالسجود، أنا لا أسجد لهذا، أما معصية آدم ففيها أن الأمر صحيح و التكليف حق، و لكني ضعيف النفس لم أستطع أن أحمل نفسي على المنهج، فيقول الله له أنت عصيت في دون القمة، فتتلقى كلمات و تتوب إلىّ فأغفر لك، فآدم عمل هذا، و إبليس ذهب في الناحية الأخرى.

مداخل الشيطان إلى غواية البشر

و انظروا إلى المنفذ الإغوائي عند إبليس، و انظروا إلى جلال القسم حتى من إبليس "قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ "[3]، فلم يجد منفذا إلى الخلق إلا بعزة خالقهم عنهم، فكلمة بعزتك يعني عزتك عن خلقك، فلو أردتَهم جميعا مهديين لما استطعتُ أن أغوي واحدا منهم، و لكنك تركت أمر الهداية للاختيار، فالذي تريد أن تستخلصه لا دخل لي به، فهذا أول صدق من إبليس، و قد عرف كيف يقسم، ثم بين الشيطان طرق غوايته، فقال بلسانه "قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ"[4]، لم يقل سأقعد على الطريق المعوج، فسالك الطريق المعوج لا يحتاج إلى الشيطان، و لا سأقعد على طريق الشر لأن سالك طريق الشر غير محتاج إليه، فنفسه كفته، و هو لا يذهب إلى الخمارة و لا بيت الدعارة، و لا تلك الأماكن، هو لا يذهب إلا إلى مهابط الطاعة، فهؤلاء هناك هم الذين يغويهم.

و أوضح فقال "ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ"[5] قال سآتيهم من الجهات الآتية، من بين أيديهم يعني من أمامهم، و من خلفهم، و من اليمين، و من الشمال، لكن الجهات كما تعلمون ست، فأين الفوق و أين التحت لم يذكرهما؟ و الإجابة أنه يعلم جيدا، أن من تمثل الفوقية الإلاهية و التحتية العبودية لا يتأتى له الشيطان أبدا.

و من العجيب أنك إن نظرت إلى وافدات الإلحاد في كل عصر تجدها من هذه الجهات، يقولون تقدمي أمامي، و رجعي، و هذا يميني و هذا يساري، و نقول لهم نحن لسنا من هذه و لا تلك، لا نحن تقدميون نَثِبُ إلى التحلل، و لا نحن رجعيون نصير إلى ما وجدنا عليه آباءنا، و لا نحن يمينيون على عرف العصر، و لا نحن يساريون على عرف العصر، إنما نحن أمة محمدية فوقية، كل أمورنا آتية من أعلى، لا نخضع إلا لحكم الله.

غواية الشيطان و غواية النفس

و إبليس المصر على الإغواء إذا امتنع عليه أحد في معصية، يتركه ليأتيه من ناحية أخرى، يحاول غوايته لمعصية سواها، و هذا هو الفارق بين معصية تأتي من الشيطان، و معصية تأتي من النفس، فلما يجد الإنسان أنه واقف عند معصية مخصوصة دون غيرها، فهي من النفس، لأن النفس تريد صاحبها عاصيا على لون خاص يحقق لها شهوة، بينما إبليس ليس كذلك، إبليس يريد المؤمن عاصيا على أي شكل من أشكال المعصية، فإن عز عليه في باب من أبواب المعصية يطرق عليه بابا آخرا من أبوابها.

هل للشيطان من سلطان

و كما أمرنا الله تعالى أن إذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، فقد بين لنا أيضا أن الشيطان ليس له سلطان إلا على من هو وليه[6]، و سوف يسخر الشيطان من البشر جميعا في الآخرة، فيقول "وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ" [7]، أي أنكم أنتم الذين استجبتم لي، و هل ثَبُتَ أحدكم على منهج الله و أنا قدرت عليه، أروني أي سلطان كان لي عليكم، لا أستطيع أن أقهركم على عمل لا تريدونه، و ليست عندي حجة أقنعكم بها، فقط دعوتكم فاستجبتم لي، فلا تلوموني و لوموا أنفسكم.

أثر الاستعاذة و كيف نصل إليها

فلما كان الشيطان بهذه المثابة و يجري من ابن آدم مجرى الدم[8]، فعند قراءة القرآن فلتبعد هذا العنصر عن نفسك أولا، فإن مهمته أن يخلخل منهج الله فيك، و أن يبعدك عنه، فإذا أردتَ فأصلح القابل، لكي تُمكِنَ للفاعل أن يظهر فعله فيك، فإن الفعل يحتاج إلى قابل للفعل، فالقرآن يُتلى و بعض الناس ساعة سماعه حالهم كما في الآية "وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ"[9] ، أي يسألون ماذا يعني ما قاله، إذ لم يؤثر فيهم القرآن، و القرآن هنا فاعل حقا إنما القابل غير موجود، و في الآية كذلك "أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ[10]" و القرآن واحد و لكن القابل مختلف.

و مادام الفاعل واحدا لكن القابل قد يختلف، فلابد أن تصفي أداة استقبال القرآن، ليكون القابل من ناحية الهدى، و تصفيها بأن تبعد الشيطان عنك، و إذا قلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقد أبعدت الشيطان عنك، و ذلك بأن أوردت على نفسك قصته مع الله تعالى، و قصته مع آدم، و الحيثيات التي ذكرها الله تعالى في ذلك، و الكلام الذي قاله[11]، فحينئذ تكون صفيت آلة الاستقبال ليكون فعل القرآن كما يريده الله سبحانه، فتستقبله بصفاء و تأخذ منه كل عطاء، و مادمت استعذت من خلق إلى خالق، فلا يجرؤ الخلق عليك، و لا يقدر الشيطان على إنسان إلا إذا انفرد به بعيدا عن خالقه، و لما يعرف أنك تنبهت إلى من يغيثك منه، فإنه يخنس لأنه إذا ذكر الله خنس الشيطان.

الدرجة العليا عند قراءة القرآن

و حين يقرأ القرآن يجب أن يتصور المؤمن أنه يسمع الله سبحانه و تعالى يتكلم، و يلغي المتكلم الواسطة، فيكون لا سامعا بشرا يتكلم، و لكن سامعا لله يتكلم، ربنا يتكلم، و لهذا قال تعالى " وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" [12]، لأن الله هو الذي يتكلم[13].

كان سيدنا جعفر الصادق رضي الله عنه، أبصر أهل بيت رسول الله بأسرار القرآن، و كان يقول إن مفزعات الحياة عند الإنسان الخوف، و الهم و الغم، و خوف المكر به، تعلق آماله بالدنيا، و لأنه قرأ القرآن مستعيذا بالله من الشيطان الرجيم فقد ألهمه الله أسرار فيوضات كتابه، فكان يقول عجبت لمن خاف و لم يفزع إلى قول الله سبحانه "حسبنا الله و نعم الوكيل"، فإني سمعت الله في عقبها يقول "فانقلبوا بنعمة الله و فضل لم يمسسهم سوء"، و عجبت لم اغتم و لم يفزع إلى قول الله سبحانه "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، فإني سمعت الله بعقبها يقول "فاستجبنا له و نجيناه من الغم"، و عجبت لمن مُكر به، و لم يفزع إلى قول الله "و أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد" فإني سمعت الله بعقبها يقول " فوقاه الله سيئات ما مكروا"، و قال و عجبت لمن طلب الدنيا و زينتها كيف لا يفزع إلى قول الله "ما شاء الله لا قوة إلا بالله" فإني سمعت الله بعقبها يقول "إن ترني أنا أقل منك مالا و ولدا فعسى ربي أن يؤتيني خيرا من جنتك".

فهذه وصفات أربعة لما يعتور النفس الإنسانية من أحوال قد تفسد عليها حياتها، و تكدر عليها صفاءها، و الشاهد في هذا قوله فإني سمعت الله في عقبها، مع أنه كان يسمع من قارئ أو يقرأ هو، و لكنها شدة صفائيته في استقبال كلام ربه، و كأنما يسمع الله يتكلم.

الاختيار و المحبوبية لله تعالى

فالاستعاذة تفتح باب فيوضات القرآن و عطائه، كما تمنع تلبسات الشيطان، و قد خلق الله الشيطان، و أعطاه قدرات تلّبس، فإن الطاعة لو أنها مسألة رتيبة بدون مقاوم، لا تبين معها حرارة الإيمان و لا حرارة الإقبال على التكليف، إنما لما يوجد ما يغري و يلح و مع ذلك فأنت صامد فهذا هو دليل الإيمان، و الحركة الاختيارية و الحركة التكليفية و الحركة العبادية لا تأتي فاترة أبدا، مثلما حال الموظف النزيه السوي، فلو لم نغره برشوة ربما سار على الطريقة و السلام، إنما في مقابل الإغراءات و الرشوة و يصمد بذمته، و بيقينه و بإيمانه و بنزاهته، فيكون هذا هو الأمر.

و الله تعالى يريدنا كذلك، و لو أرادنا بلا معارض، فهي مسألة سهلة، و ما كان أحد استطاع أن يأخذنا منه أبدا، إنما أراد الله أن يثبت أن من خلقه من يذهب إليه اختيارا و هو قادر ألا يذهب، لأن هذه تثبت صفة المحبوبية للمعبود، و لو شاء لقهرنا جميعا على أن نكون مؤمنين، و هذه تثبت له القدرة، إنما لا تثبت له المحبوبية، و هو يريد المحبوبية التي تجعلك قادرا ألا تطيع و مع ذلك تطيع[14]، و قد تكون المحبوبية طمعا في العطاء من الله، و كلنا نريد هذا العطاء، نريد الجنة و نريد أن نتنعم، و الله تعالى يقول من يأتيني على هذا سأعطيها له لا أضن بها عليه، و من يأتيني على المكانة الأخرى أيضا أعطيه إياها، فالمحبوبية قد ترتقي بنا لدرجات أعلى.

و في قوله تعالى " فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً "، قال بعض أهل اللطائف إن الجنة أحد! فلم تقل الآية من كان يرجو جنة ربه، بل لقاء ربه و الأنس باللقاء، فالعمل للذات، لا للعطاءات، و من يعمل للجنة يأخذها، و من يعمل لما فوق الجنة يأخذها[15]، و في الحديث القدسي، "أو لم أخلق جنة و نارا أما كنت أهلا لأن أعبد"[16]، و هكذا قالت رابعة العدوية، قالت اللهم إن كنت تعلم أني أعبدك طمعا في جنتك فاحرمني منها، و إن كنت تعلم أن أعبدك خوفا من نارك فأدخلني فيها، أنا أعبدك لأن تستحق أن تعبد.

الاستعاذة تجعلنا في معية الله سبحانه وتعالى

فاستعاذة قارئ القرآن بالله من الشيطان، إعداد للنفس حتى تستقبل كلام الله بصفاء لا يشوبه نزغ من الشيطان، فالله يريد أن يصفي النفس المستقبلة للقرآن من كل عقبات في الفهم، أو ران على القلب، و الشيطان له من الخصوصيات التي وهبها الله له، ما يستطيع به أن يحول بين الإنسان و بين معطيات كلام الله في كتابه، أما و أنت في معية خالقك فلن يجرؤ الشيطان على أن يذهب إليك أبدا، ففي معية الله يخلع الله من قدرته على العاجز، و قد كان رسول الله في غار ثور في الهجرة، فقال له صاحبه أبو بكر، يقرر واقعا، قال لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، و هذا واقع لا يُكذب إلا بشيء إيماني جديد، فيقول رسول الله لصاحبه "ما ظنك باثنين الله ثالثهما"، و هي ما في الآية "لا تحزن إن الله معنا"، فأبو بكر مع رسول الله في معية الله، فهل في معية الله رد على قول أبي بكر؟ نعم، فمعناها اطمئن فلو نظر أحدهم تحت قدميه لن يرانا، لأننا في معية الله و ما دمنا في معية الله، و الله لا تدركه الأبصار فلن تدركنا الأبصار !!!

و إذا استعاذ الإنسان بالله من الشيطان كان في معية الله، و الشيطان لم يدخل في معركة مع الله، و إنما دخل في معركة مع خلق الله، فمن أراد ألا يتمكن منه الشيطان فليدم صلته بمعية الله، و حين تكون في معية الله و الشيطان لا سبيل له عليك، و يتكلم الله في القرآن، تأتي الصفائية، و تكون تهيأت للاستقبال، و هيأت نفسك للمدخل، و حين تدخل تقول باسم الله الرحمن الرحيم.





[1] غير رسول الله صلى الله عليه و سلم – يناير 2016
[2] النحل 98
[3] ص 82-83
[4] الأعراف 16
[5] الأعراف 17
[6] قال تعالى "إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ، إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ" النحل 99-100
[7] ابراهيم 22
[8] في البخاري رقم 6750 - أن النبي صلى الله عليه وسلم أتته صفية بنت حيي، فلما رجعت انطلق معها، فمر به رجلان من الأنصار، فدعاهما فقال (إنما هي صفية)، قالا، سبحان الله، قال (إنَّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)، و ذكره ابن كثير في تفسير سورة الناس قال إن صفية زارت النبي وهو معتكف وخرج معها ليلا ليردها إلى منزلها فلقيه رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي أسرعا، فقال رسول الله على رسلكما إنها صفية بنت حيي، فقالا سبحان الله يا رسول الله فقال إن الشيطان يجري من بن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا أو قال شرا ، و أجد في الحديث ملحوظة أخرى هي أن اسم زوج رسول الله لم تكن سرا، كما هو الحال في بعض المجتمع في بعض الأوقات إذ يظن الرجل أن اسم زوجته بله النطق به أمر يشينه و يقلل منه – يونيو 2016
[9] محمد 16
[10] فصلت 44
[11] يجب أن يستحضر المستعيذ في تفكيره عداوة الشيطان و إصراره على غواية الإنسان طالبا من الله أن يقيه نزغه ليكون أقوى إقبالا على القرآن، ابتعادا من الشيطان – يناير 2016
[12] يونس 2014
[13] قال الإمام أبو حامد الغزالي في الإحياء في كتاب آداب تلاوة القرآن "وتلاوة القرآن حق تلاوته هو أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب، فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل وحظ العقل تفسير المعاني، وحظ القلب الاتعاظ والتأثر بالانزجار والائتمار، فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ"، و قال ينبغي لقارئ القرآن أن يترقى إلى أن يسمع الكلام من الله عز وجل لا من نفسه، فدرجات القراءة ثلاث أدناها أن يقدّر العبد كأنه يقرؤه على الله عز وجل واقفا بين يديه وهو ناظر إليه ومستمع منه، فيكون حاله عند هذا التقدير السؤال والتملق والتضرع والابتهال، الثانية أن يشهد بقلبه كأن الله عز وجل يراه ويخاطبه بألطافه ويناجيه بإنعامه وإحسانه فمقامه الحياء والتعظيم والإصغاء والفهم، الثالثة أن يرى في الكلام المتكلم وفي الكلمات الصفات فلا ينظر إلى نفسه ولا إلى قراءته ولا إلى تعلق الإنعام به من حيث إنه منعم عليه، بل يكون مقصور الهم على المتكلم موقوف الفكر عليه كأنه مستغرق بمشاهدة المتكلم عن غيره، وهذه درجة المقربين، وما قبله درجة أصحاب اليمين، وما خرج عن هذا فهو درجات الغافلين"، و نقل الغالي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق أنه قال: والله لقد تجلى الله عز وجل لخلقه في كلامه ولكنهم لا يبصرون – يونيو 2016
[14] يتخذ البعض من فكرة حرية الإيمان أو الكفر منطلقا لحماية الإلحاد و المعصية، و محادة دين الله، و ما الاختيار هنا إلا شكلا من أشكال التهديد، فالله تعالى يقول "من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر"، و لكن معنى الثانية تهديد، كما يقول الأب لأولاده عندما ينصحهم بالمذاكرة فيجادلون: أنت حر !! و هذه بالتحديد معلوم أن معناه الإنذار و الوعيد، فأنت حقا حر لكن اختيارك الاختيار الذي أنهاك عنه له عواقب وخيمة، و حرية الاختيار لا تكون إلا بين خيارات متكافئة، فلا يعقل أن تخير أحدا بين الفشل أو النجاح مثلا، إنما ندعوه لأسباب النجاح و نحذره و ننذره أسباب الفشل، و لا نجبره على اتباع ما نريده نحن، و كذلك الإيمان، فالله تعالى لا يخيرنا إنما يوضح لنا سبيله و ينذرنا سوء العاقبة و المأل إن اتبعنا سبيل الشيطان، و هو سبحانه لا يريدنا مجبرين، لكنه سيعاقبنا أشد العقاب إن لم نتبع سبيله القويم – أكتوبر 2015
[15] ذكر الغزالي في كتاب التوبة في الإحياء، أنه قيل لرابعة العدوية رحمة الله عليها كيف رغبتك في الجنة فقالت الجار قبل الدار – يونيو 2016
[16] ذكر ابن القيم هذا القول على أنه أثر إسرائيلي في كتاب مدارج السالكين، و استخدمه لحسن معناه، قال إنما ينبغي للمؤمن تجريد القيام بالأمر و النهي يلتزم بهما من كل علة، بل يكون القيام بها تعظيما للآمر الناهي، و أنه أهل لأن يعبد و تعظم حرماته، فهو يستحق العبادة و التعظيم و الإجلال لذاته، كما في الأثر الإسرائيلي لو لم أخلق جنة و لا نارا أما كنت أهلا أن أعبد، و كذلك قال الغزالي في ربع المنجيات من الإحياء و ذكر أنها مما جاء في الزبور، قال: وفي الزبور من أظلم ممن عبدني لجنة أو نار، لو لم أخلق جنة ولا نارا ألم أكن أهلا أن أطاع – يونيو 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من سيدخل الجنة

 جاء في التليفزيون المصري، في رمضان الحالي، أن المفتي السابق علي جمعة، يحدث الأطفال، فسألته طفلة، لماذا المسلمون فقط سيدخلون الجنة، وهناك أد...