السبت، نوفمبر 26، 2005

في الإخوان ... و ردود على أسئلة

نشر هذا المقال في جريدة شباب مصر في نوفمبر 2005 ، و لقرائته حيث نشر أنظر

كنت كتبت تعليقا على عرض ندوة حزب شباب مصر حول أسباب بروز التيار الديني طلبت فيه نشر الردود على تلك الأسئلة التي وجهت إلى ممثل جماعة الإخولن المسلمين و المنشورة هناك ، غير أنه لم يكن طلبي عرض ردود ممثل جماعة الإخوان على تلك الأسئلة ، تشكيكا في أنه يملك الرد ، و لكن (و أرجو ألا تعادونني - من العداء) كان انطباعي بعدما قرأت العرض المقتضب لمسار الندوة ، هو أن من كتبوا العرض المنشور قد حذفوا شيئا مما قاله ممثل الجماعة ، إذ لم أتخيل أنه يترك تلك التساؤلات بلا ردود ، أي أنني بصراحة ساورني الشك في عرض شباب مصر للندوة (و أنا أثق أنكم ستأخذون هذا من منطلق الجدل في الحوار لا الإساءة ، و هو ما أظن فيكم من معرفتي من مستوى الحوار في شباب مصر و الذي أشارك فيه أحيانا) ، و سبب ذلك على كل حال كان قصر ما نقل عن لسان ممثل الجماعة مقارنة بالمتحدثين الآخرين ، و الاختصار الشديد فيه ، و كذلك موقف حزب شباب مصر المعلن قبل أيام بخصوص جماعة الإخوان المسلمين

و إنما كنت أرجو أن أري تجميعا للردود على هذه الأسئلة ، و هي أسئلة متداولة في كل مكان ، خاصة في الأيام الأخيرة ، و مما يؤسف له أن طرح هذه الأسئلة يتم بشكل غير موضوعي ، بل إنها تطرح مع حكم مسبق بأن الإجابة عليها سلبية ، و أن هذه الجماعة هي الوحش المتمسكن


إنني لست عضوا في أي حزب و لا في جماعة و لا جمعية ، و لكني أتابع مجريات الأحداث و أقوال و أعمال القوالين و العاملين ، و أعرف من ديني ما يكفي و زيادة عما أحتاجه لحياتي اليومية ، و لذلك أعلم أن مجرد استخدام لفظة الإسلام تعني أمورا لا حصر لها فيها الخير كل الخير ، لو أننا قدرنا على الإحاطة بها ، أي أن جماعة الإخوان في قولها الإسلام هو الحل ، فهي تقول الكثير و لكن الكثير من الناس يتجاهل هذا ... إن من يريد الإجابة عن أية أسئلة فليراجع ما يعرفه من دينه ، و إن كان لا يعرف فليسأل ، و لكن سؤال من لا يعرف لا ينبغي أن يكون من منطلق الغضب ، لأنه هو الذي قصّرَ و لم يبذل ما يكفي من جهد ليعرف ما ينبغي أن يكون معروفا

و مطالعة أدبيات جماعة الإخوان و كتابات المنتمين و المؤيدين لها تحمل الإشارات الكافية للإجابة على تلك التساؤلات ، و لأحيلكم على سبيل المثال إلى هذا الموقع ، و هو لحزب العمل الذي قد يقع الخلط بينه و بين جماعة الإخوان المسلمين أحيانا ، و هو أيضا محظور مثلها
http://al-shaab.org/2005/28-10-2005/c4.htm

إن كثرة طرح هذه التساؤلات و هذا التشكك المخيم على كلام الكثيرين ، ضد جماعة الإخوان المسلمين ، لا يبدو موضوعيا ، فعلى الأقل لقد فازت الجماعة بثقة الكثير من المصريين ، حتى و إن كان ذلك نكاية في الحزب الوطني (و هو ما لا أظنه) فإن هذا الفوز يعطيهم الشرعية في ممارسة ما يريدون ، و سيكون هذا هو الاختبار الحقيقي ، و الرد الوافي على كل التساؤلات


لماذا هناك حرية لكل شيئ و لكل أحد حتى أولئك المفتونين ، و لا حرية لجماعة استعصت على التدمير ، و مازالت تدلل على مدى قوتها و تغلغلها في نفوس المصريين منذ ثمانين سنة ... ينبغي لكل من يدافع عن الحرية أن يدافع عن حرية هذه الجماعة أيضا ، فلقد تراجعت الموضوعية كثيرا لدرجة أن هناك من لا يزالون يرددون أن شعار الجماعة غير قانوني رغم حكم القضاء منذ أسبوعين أنه لا غبار عليه !!! ... أو أن يقول أحدهم إن السعوديين هم من أنشأوا جماعة الإخوان في مصر ، و ذلك قبل أن تكون للسعوديين قائمة في بلادهم ، و في وقت لم يكن السعوديون يملكون ما يستطيعون به أن يكسوا الكعبة


مهما اختلفت الآراء في جماعة الإخوان فإنهم هم الذين استطاعوا تقريب الأمل ، و بدءوا في تحقيقه ، فلقد فتحوا الأبواب و حققوا بالفعل حق الشعب في القرار ، فلولا قوة مقاومتهم لما كان من تغيير حقيقي في الأفق ، فهل استطاع أي من تلك الديكورات المسماة بأحزاب المعارضة و القائمة منذ سنين أي شيئ؟ ... كانت هذه الانتخابات الحالية اختبارا للجميع ، و كانت أفضل من أي انتخابات سبقت ، و هي أفضل ما أمكن تحقيقه ... فهل يظن أحد أن الرجوع عما تحقق من مكاسب ممكن ؟ ... أنا لا أظن ، فمن اشتم نسمات حرية الاختيار لن يتنازل عنها أبدا ، و من يستطيع الإنكار أن البرلمان القادم سيكون أفضل برلمان نراه منذ خمسين سنة ، و حتى إن لم يطل عمره ، فإن التغيير الحقيقي بدأ ، و يمكن الآن لكل من يريد التحزب أن يبدأ العمل الجدي من أجل مصر ... إنه برلمان أول الطريق

كيف يخفى على كل تلك الأحزاب التي أفشلها الناس في الانتخابات الحالية ، أن الميلاد الحقيقي لأيهم هو الآن ؟ لقد ألغى النظام الحاكم البرلمان من قبل ، و ليس ببعيد أن هذا سيحدث هذه المرة أيضا ، غير أن العواقب ستكون أكبر من ذي قبل ، و لعلها ستكون عواقب حياة أو موت للبعض .. و لكن الباب قد انفتح الآن أمام العمل لمن يريد العمل ، فهيا نحرص على ما تحقق ، و نزيد فيه ... فإن العجب هو ممن يتقدمون للدعوة إلى إلغاء الانتخابات بحجة ما شابها من تزوير و عنف ، فهل هو الكبر ممن ثبت فشلهم ، أم هو العيش في الأوهام؟ ... أوهام أن هناك حرية حقيقية في مصر .. فمتى لم يحدث تزوير الانتخابات ، و متى لم يكن هناك عنف ، و متى لم يكن هناك فساد ... أم أنه الحماس و الانتفاخ قد أخذ البعض ، و صوّر لهم أن الدعوة للإلغاء هي إبداع يضيفه لحياتنا السياسية المشلولة ، عندما تبدأ تدب فيها الحياة

إن الحكمة هي في تقييم ما تحقق مقارنة بما كنا فيه ، فلقد تم وضع اليد على حق الحرية المغتصب منذ عقود ، و علينا أن نحافظ على ما أمكن ليمكن لنا أن نبني عليه ، حتى ننال الحرية الكاملة ... و لتكن القوة الصاعدة ما تكن ، لتكن الإخوان أو غيرهم ، فإن الأمل يتحقق في كل حال و مادام أمكن لقوة أن تقوم ، فهي الدعوة لكل القوى للتقدم

ما أحكم رجال القضاء !! أليس بإمكانهم أن يقرروا أن الانتخابات كأنها لم تكن و يدعوا إلى إلغائها؟ ... بلى ، و لسوف يكون لما يقولون وقع حقيقي ... و لكن انظروا إليهم ، يريدون حمايتها ... يريدون الجيش ليحمي شروق شمس الحرية الحقيقية في مصر ، أليس من الأسهل أن يتبرءوا من الانتخابات ، ليعم الاضطراب و سيصيرون مع ذلك أبطالا ؟ بلا ... و لكنهم أكثر حكمة و أكثر معقولية و فهما للواقع الأليم الذي نعيشه ... أفلا نكون كلنا جنودا ، فنحرص على ما في أيدينا و نحميه من الكبر و الأنفة و حب الظهور الذي يحكم البعض منا؟ .. يجب أن نكون معقولين ... يجب أن نكون

مجدي هلال - فلوريدا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من سيدخل الجنة

 جاء في التليفزيون المصري، في رمضان الحالي، أن المفتي السابق علي جمعة، يحدث الأطفال، فسألته طفلة، لماذا المسلمون فقط سيدخلون الجنة، وهناك أد...